تعد قرطبة إحدى أجمل المقاطعات الإسبانية، وتضم أهم الآثار في إسبانيا، وكانت عاصمة الحكم في العصر الإسلامي، وتمتاز برونق وطابع خاص؛ حيث تعانق الحضارة الإسلامية الحضارة الأوروبية الحديثة. وفيما يلي نظرة سريعة على أهم المعالم السياحية في قرطبة.
كاتدرائية وجامع قرطبة: قامت الكنيسة الكاثوليكية بإعادة تنظيم الأمور تدريجيا بعد استعادة قرطبة من المسلمين بدءا من عام 1236 ميلادية؛ حيث قامت بتحويل مئذنة الجامع إلى برج أجراس الكاتدرائية، بالإضافة إلى هدم جزء من غابة الأعمدة المشيدة في الجامع، وتشييد بعض الكنائس الصغيرة، ولكنها لم تنجح في المساس بأسس المبنى الأصلي الرائع.
وقد بدأ تشييد جامع قرطبة في عام 785 تقريبا على يد عبد الرحمن الداخل، وشهدت عدة توسعات في وقت لاحق، وقد وضع المسجد الرئيسي معايير جديدة في البناء، والتي لا تزال ملحوظة حتى اليوم، مثل الاعتماد على الأعمدة المصنوعة من الرخام واليشب والرخام السماقي والجرانيت، بالإضافة إلى الأقواس المزدوجة باللون الأبيض والأحمر، ويمتاز محراب الجامع بزخارف الأرابيسك والفسيفساء وأشرطة الكتابة الزخرفية على الجدران.
الساحات الداخلية في قرطبة: تزهو الساحات الداخلية في مدينة قرطبة بالنوافير وأحواض الزهور والبلاطات الزخرفية، وتعد كل ساحة جوهرة في حد ذاتها، ويضم قصر فيانا الأرستقراطي التاريخي 12 ساحة، وفي حديقة القصر تنمو أشجار الليمون والبرتقال والزعرور الجرماني، ولا يمكن لأي مكان آخر منافسة التصميمات الداخلية للقاعات والغرف واللوحات والمنسوجات، حتى أن سجاد الحوائط من تصميم الفنان الشهير فرانسيسكو دي جويا يختبيء أمام روعة هذا القصر، الذي يشبه جنة صغيرة باردة في أجواء الصيف الحار.
البلدة القديمة: تعد البلدة القديمة في قرطبة من أهم المعالم السياحية بها؛ حيث توجد بها متاهات من الأزقة الضيقة والكنائس القديمة وقلعة الكازار، ويمكن للسياح زيارة المعبد اليهودي في الحي اليهودي التاريخي في المدينة، ويمتد طابور الانتظار في الأوقات العادية إلى الميدان التالي ويسد مداخل المنازل.
مدينة الزهراء: يمكن للسياح مشاهدة روعة عصر الخلفاء المسلمين في إسبانيا عند زيارة مدينة الزهراء، والتي تقع على مسافة 10 كلم إلى الغرب من قرطبة، وقد تم تشييد هذه المدينة على شكل شرفات في المنطقة الواقعة بين سلسلة الجبال سييرا مورينا وسهل نهر الوادي الكبير، وقد ازدهرت هذه المدينة لفترة قصيرة من 936 إلى 1010 ميلادية.
ويمكن للسياح التنزه وسط أطلال المدينة القديمة والأقواس، التي تتخذ شكل حدوة الحصان، وبعض أساسات المباني، التي لا تزال في مواضعها، وتندرج مدينة الزهراء ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، وتكشف مدينة الزهراء وجامع قرطبة عن روعة وازدهار عهد الخلفاء المسلمين في إسبانيا، وتشير لوحة المعلومات في المتحف إلى أن علماء الأثار قاموا بالتنقيب في 12% فقط من مساحة المنطقة، وستظل قاعة السفراء مغلقة أمام الزوار إلى إشعار آخر.
حصن المدور: يرتفع حصن المدور فوق التلال، التي تمتعت بشهرة كبيرة مؤخرا؛ نظرا لأنها شهدت تصوير أحداث مسلسل الخيال العلمي صراع العروش “Game of Thrones”، وفي آواخر العصور الوسطى اتخذ ملك قشتالة هذا الحصن كسجن لأعدائه.
وتستقبل القلعة حاليا الزوار من جميع الأعمار لتحقيق أحلامهم، وتضم الجولة السياحية الصعود إلى البرج والخروج من ثقب الباب فوق الزنزانة تحت الأرض، والتي يوجد بها هياكل عظمية، بالإضافة إلى الكثير من الممرات المتعرجة، ومشاهدة نسخ طبق الأصل من السيوف وخوذات الفرسان والمنجنيق، وقد ساعد الترميم الشامل للقلعة على استعادة روعة العصور الوسطى.
المحمية الطبيعية سييرا دي كاردينا إي مونتورو: أشار المرشد السياحي خوان كارلوس مولينا إلى انتشار حيوانات الوشق الإيبيرية في المحمية منذ بداية الألفية الجديدة، وأضاف قائلا: “يظهر حيوان واحد في اليوم”. ونادرا ما يشاهد السياح هذه الحيوانات الخجولة، وعند الانطلاق في جولة التجول يشاهد السياح بعض النسور، وتنتشر أشجار البلوط وبلوط بيرينيه، وعلى مسافة ستة كيلومترات تقع أطلال قرية “إل سيريزو”.
بلدة زوهيروس: تعد قرية زوهيروس الجبلية إحدى بلديات مقاطعة قرطبة، وتمتاز بمجموعة رائعة من المنازل المطلية باللون الأبيض الجيري، وتضم البلدة أيضا المحمية الطبيعية “سييراس سوبتيكاس”، وتعتبر بلدة زوهيروس من أجمل القرى في إسبانيا، ويتعرق السياح كثيرا عند السير في طرق القرية، التي ترتفع بهم وتنخفض كثيرا، وتفوح في أجواء القرية رائحة الورود المزروعة أمام المنازل.