قال القس المغربي آدم الرباطي إن الانتخابات المقبلة ستكون فرصة للمسيحيين لإسماع صوتهم من خلال الأحزاب التي تتبنى حرية المعتقد، مضيفا أن التنظيمات السياسية المغربية عليها أن تتحلى بالشجاعة اللازمة من أجل ترسيخ الحرية.

الرباطي الذي يقود تنسيقية المسيحيين المغاربة، أورد أن الخجل مرفوض بالنسبة للأحزاب في هذا الباب، خصوصا وأن بعضها يشدد ضمن مرجعياته على ضرورة احترام حقوق الإنسان، وبالتالي لا بد من الشجاعة إن أرادت طرح برنامج ديمقراطي حداثي.

وتابع الرباطي بأن الملك بعث إشارات قوية في هذا الصدد، ليس ضد الأقليات وحرية المعتقد؛ فقد سبق وتحدث عن كونه أميرا للمؤمنين من الديانات الثلاث، لكن المشكل الحقيقي يكمن في تصورات بعض الأحزاب المحافظة.

وأوضح القس المغربي أن بعض التنظيمات تخوض حملة قوية ضد حرية المعتقد، مستحضرا ما قام به “البيجيدي” أثناء وضع دستور 2011، وتهديده بالنزول إلى الشارع في حالة مع تم الاعتراف بحق المعتقد، بالإضافة إلى خطبة عبد الإله بنكيران الشهيرة في مدينة تمارة.

ونبه الرباطي إلى كون الإسلاميين يروجون لخطر يتربص بإمارة المؤمنين في حالة الاعتراف بحرية المعتقد، فضلا عن حديثهم الدائم عن فتح المجال أمام الإفطار العلني نهار رمضان، لكن الحقيقة أن لا شجاعة لهم لفتح نقاش جدي.

وطالب المتحدث الأحزاب السياسية بمساندة مطالب المسيحيين، مقللا من حجم ضغوط الإسلاميين، حيث “لا دور لهم في مسار التطور”، على حد تعبيره، منبها إلى كون المغرب يقع في منظومة دولية استراتيجية، وبالتالي عليه ضمان ومساندة حرية المعتقد.

وفي السياق ذاته، دعا اتحاد المسيحيين المغاربة جميع أعضائه، خدام ورعاة الكنائس البيتية، إلى تحفيز وتشجيع كل المؤمنين المغاربة، المسيحيين والمتعاطفين، للتسجيل في اللوائح الانتخابية العامة، وذلك لضمان المشاركة في الانتخابات المقبلة.

وقال الاتحاد في بلاغ له إنه يفتخر بالمشاركة الواسعة لأعضائه وكل المتعاطفين، مؤكدا أن نجاح هذه المحطة من التعبئة مدخل لخطة الترافع من أجل الأخذ بحقوق المؤمنين المغاربة المسيحيين وإدماجها في الأجندات السياسية المقبلة وبرامج الأحزاب الوطنية الانتخابية.

واعتبر الاتحاد أن ضمان بيئة حقوقية سليمة لإجراء الانتخابات، يدخل في صميمها مدى ضمان حرية المعتقد والضمير للمسيحيين المغاربة، كما هو حال إخوانهم المغاربة من الديانة الإسلامية وإخوانهم المغاربة من الديانة اليهودية.

hespress.com