يحرص هواة المآثر التاريخية على زيارة واحدة من أكبر القصبات بمنطقة دكالة، تقع على بعد 79 كيلومترا شرق مدينة الجديدة، للتجول في مرافق يعود تاريخ بنائها إلى عهد السلطان المولى إسماعيل العلوي.

بمجرد ولوجهم إلى قصبة بولعوان، لا يستطيع الزوار المغاربة والأجانب إخفاء دهشتهم بالخصوصيات العمرانية التي تميز هذه المعلمة التاريخية، التي يعود تاريخ بنائها إلى بداية القرن الثامن عشر ميلادي، وفي الوقت نفسه يستغربون الإهمال الذي تجابه به من طرف مسؤولي وزارة الثقافة.

قبل خمس سنوات، أعلنت وزارة الثقافة عن مشروع طموح لترميم قصبة بولعوان، التي تحولت إلى شبه أطلال فوق تل يحيط به نهر أم الربيع، قبل أن تمر الوزارة إلى مرحلة التنفيذ سنة 2019، لكن لا شيء تغير باستثناء الباب الرئيسي الذي استبدل بواحد حديث الصنع، وبعض “الروتوشات”.

وقبل سنة تقريبا، أعلنت الوزارة عن انطلاق الشطر الأول من المشروع الخاص بترميم وتهيئة القصبة التاريخية المتواجدة بمنطقة بولعوان التابعة لإقليم الجديدة، وذلك بغلاف مالي يقدر بـ 11 مليون درهم.

وأكدت الوزارة أن أشغال الترميم تشمل التدخلات الأولية المستعجلة لترميم الأسوار وممرات الحراسة، وترميم وإعادة إحياء المسجد المشيد بها، وفقا لضوابط تقنية ومنهجية خاصة تتناسب مع طبيعة القصبات والمآثر التاريخية، إلى جانب إطلاق الاستشارة الجيو-تقنية والهندسية المتعلقة بالموقع.

ولم يجد مخطط الترميم طريقه إلى التنفيذ الكامل بالنسبة للشطر الأول، حيث ظل المسجد التاريخي المتواجد داخل القصبة على حاله منذ آخر عملية ترميم خضع لها في سبعينات القرن الماضي، إلى جانب الأسوار الداخلية للقلعة التي مازالت تواجه خطر الانهيار، وسط استغراب الزوار الذين يتأسفون لحال القصبة كلما عادوا إليها من جديد.

hespress.com