من المرتقب أن تفتتح الولايات المتحدة الأمريكية، الأحد، قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة المغربية، وهذه الخطوة الديبلوماسية لها أبعاد اقتصادية مهمة.
وفي هذا الإطار، أوضح عبد النبي أبو العرب، المحلل الاقتصادي، أنه دائما ما يجب ربط الديبلوماسية بالاقتصاد، مشيرا إلى أن هذين البعدين دائما مترابطان فيما يتعلق بالعلاقات الدولية، وأن “الاقتصاد ليس بعيدا عن الديبلوماسية”.
وأضاف أبو العرب، في حديثه لهسبريس، أن “الديبلوماسية تخدم دائما الاقتصاد، ولا معنى لأي ديبلوماسية ليست لها مرادفات وتداعيات اقتصادية إيجابية على الدول”. وتابع قائلا: “وفي هذا الإطار لا بد من التنويه بما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية من الاعتراف للمغرب بسيادته على كافة وحدته الترابية من الشمال إلى الجنوب”.
وأوضح أبو العرب أن الاعتراف هو نجاح ديبلوماسي، مشيرا إلى أن “هذا الفتح الديبلوماسي الكبير وغير المسبوق للمغرب على الساحة الدولية يرتبط فيما يتعلق بملف وحدته الترابية بفتوحات اقتصادية موازية، ويتعلق بانخراط الولايات المتحدة الأمريكية في برنامج اقتصادي كبير، وكذا استراتيجية كبيرة، للانطلاق والتنمية الاقتصادية للمغرب بصفة عامة، وللصحراء بصفة خاصة، من خلال إعطاء الطابع الاقتصادي للقنصلية التي سيتم فتحها بمدينة الداخلة”.
وذكّر المتحدث ذاته بالإعلان عن برنامج استثماري كبير بحوالي خمسة مليارات دولار في المملكة بصفة عامة، والصحراء بصفة خاصة، وفتح مكتب للوكالة الدولية للاستثمارات الأمريكية بالبلاد سيهتم بتنزيل الاستراتيجية الأمريكية الخاصة بازدهار إفريقيا عبر بوابة المغرب.
وتابع قائلا: “كل هذه المعطيات تؤكد أن الانخراط والتواجد الأمريكي بالصحراء، بالإضافة إلى بعده الديبلوماسي، ذو طبيعة اقتصادية، والإدارة الأمريكية، التي انتهت ولايتها اليوم بفوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، ربطت دائما الديبلوماسية بالاقتصاد، ولم تكن القرارات التي اتخذتها بعيدة نهائيا عن الحسابات الاقتصادية، وقد أثبت هذا الأمر جل الاتفاقيات والمناورات التي انخرطت فيها هذه الإدارة”.
وأوضح الخبير الاقتصادي ذاته أن “القنصلية الأمريكية هي استثمار اقتصادي لما للمغرب من أهمية استراتيجية اقتصاديا وجغرافيا وجيوسياسيا”، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بـ”استثمار في كفاءات المغرب وبنياته التحتية، وقدرته على أن يكون قاعدة للاستثمار في إفريقيا وفي الريادة المغربية للأعمال على المستوى الإفريقي، وفي الإمكانات التي يوفرها الاقتصاد المغربي شمالا وجنوبا”.
وأضاف أنه من المنتظر أن تتحول الصحراء المغربية إلى قطب اقتصادي قاري دولي يربط الشمال بالجنوب، وأوروبا بإفريقيا، ويربط هذه الأخيرة بكافة مناطق العالم عبر بوابة الداخلة، التي سينطلق فيها ميناء بحجم ميناء طنجة الذي يتوفر اليوم على 120 خطا للربط البحري.
وأكد المحلل الاقتصادي ذاته أن المنطقة الجنوبية للمملكة ستتحول إلى منطقة اقتصادية حرة للاستثمار الدولي، مما سيشكل دفعة لكل القارة الإفريقية، خاصة غربها الذي يتوفر على سوق يتكون من حوالي 800 مليون نسمة.