يرتقب أن تفتتح دولة السنغال، يوم غد الاثنين، قنصلية عامة لها في مدينة الداخلة المغربية؛ وذلك في إطار دبلوماسية القنصليات التي دشنتها المملكة المغربية لدعم مخطط الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية.
وتعتبر السنغال دولة وازنة على الصعيد الإفريقي ولها جالية كبيرة في الأقاليم الجنوبية، وكانت قد خصصت لأول مرة مكاتب للتصويت في الصحراء المغربية خلال الاستحقاقات الرئاسية التي شهدتها السنغال في 2019.
وتجمع المغرب والسنغال علاقات تاريخية قوية، إلى درجة أن الملك محمدا السادس كان قد اختار في سابقة من نوعها توجيه خطاب الذكرى الحادية والأربعين للمسيرة الخضراء من العاصمة السنغالية دكار.
وقال الملك محمد السادس، في هذا الخطاب التاريخي، إن السنغال كانت من بين الدول التي شاركت في الملحمة الوطنية للمسيرة الخضراء، إلى جانب دول إفريقية وعربية أخرى، مشيدا بتواجد السنغال دائما في طليعة المدافعين عن الوحدة الترابية للمملكة ومصالحها العليا.
وكانت السنغال عبرت تضامنها مع المغرب عندما اضطر إلى الانسحاب من منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1984، بسبب قبول عضوية جبهة البوليساريو فيها، حيث اعتبر الرئيس الأسبق عبدو ضيوف أنه لا يمكن تصور هذه المنظمة بدون المغرب.
وباحتساب افتتاح قنصلية السنغال، فإن عدد التمثيليات الدبلوماسية في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية بلغ 21 قنصلية. وتضم مدينة العيون 11 بعثة دبلوماسية لكل من جزر القمر والغابون وإفريقيا الوسطى وساو تومي وبرينسيبي وكوت ديفوار وبوروندي وزامبيا وإسواتيني والإمارات العربية المتحدة والبحرين والأردن.
وتحضن الداخلة 9 قنصليات، وهي لكل من جمهورية الكونغو الديمقراطية وهايتي وبوركينا فاسو وغينيا بيساو وغينيا الاستوائية وليبيريا وجيبوتي، وغينيا.
وقال الموساوي العجلاوي، الأستاذ الباحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، إن السنغال لها وزن سياسي ومن الديمقراطيات القليلة في القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن افتتاح قنصلية بها بالداخلة هو تأكيد على موقفها التاريخي الذي أثبتته في ما يخص الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وأوضح العجلاوي أن السنغال إلى جانب دول أخرى وقفت مع المغرب إبان المحاولات الجزائرية التي أفضت إلى إقحام “البوليساريو” بمنظمة الوحدة الإفريقية؛ وهو ما دفع السنغال إلى الانسحاب من المنظمة القارية لسنتين احتجاجا على خرق ميثاق الاتحاد الأفريقي.
وأشار الأستاذ الباحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن السنغال لم يسبق لها أن اعترفت بالكيان الوهمي، موردا أن 24 دولة إفريقية لم يسبق لها أن اعترفت بالبوليساريو؛ فيما هناك فئة ثانية سحبت اعترافها، وفئة ثالثة جمدت هذا الاعتراف، لتبقى اليوم 12 دولة إفريقية فقط تعترف بالتنظيم الانفصالي.
ولفت العجلاوي الانتباه إلى العلاقات القوية التي تجمع شيوخ الطرق الصوفية بالسنغال بمؤسسة إمارة المؤمنين بالمغرب، وزاد أن العلاقات بين البلدين كانت دائما حصنا متينا ضد دسائس أعداء الوحدة الترابية بالقارة الإفريقية.
وأورد الخبير في الشؤون الإفريقية أن افتتاح قنصلية السنغال هو رسالة إلى الاتحاد الإفريقي والدول المعادية للمغرب مفادها أن هناك توجها قاريا يدعم الحل السياسي المبني على أساس مشروع الحكم الذاتي، مضيفا أنه من مملكة إسواتيني (تحيط بها جنوب إفريقيا) إلى نهر السنغال تشكل توجه داخل القارة الإفريقية يؤكد سيادة المغرب على صحرائه.
ومن جهة ثانية، يرى العجلاوي أن قنصلية السنغال بالداخلة ستقدم العديد من الإجراءات الإدارية للسنغاليين الذين يعبرون عبر ممر الكركرات الحدودي، مشيرا إلى أن وجود قنصلية سنغالية بالداخلة سيسهل قضاء مصالح الجالية السنغالية المستقرة بالصحراء المغربية وأيضا بالنسبة إلى الجالية السينغالية في أوروبا التي تعبر المغرب نحو السنغال عبر الممر البري الكركرات.
The post قنصلية السنغال بالداخلة .. دينامية ترسخ السيادة المغربية على الصحراء appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.