كاتب مغربي يؤرخ لرحلة عجيبة إلى أقصى ألاسكا
صورة: هسبريس


هسبريس من الرباط


الأحد 7 فبراير 2021 – 10:14

بأسلوب سلس يحكي الكاتب إدريس اعفارة في كتابه “مغربي في ألاسكا” وقائع رحلة عجيبة قادته إلى أقصى حدود ألاسكا، ابتدأت ليلة 16 يوليوز 2015، انطلاقا من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، ومرورا بفرانكفورت الألمانية، ثم تورنتو Torontoوڤانكوڤر Vancouver الكنديتين، ساردا الوقائع وواصفا الصور التي أثارت انتباهه، مع صدمة المكان وأشيائه .

وبعد استراحة قصيرة في ڤانكوڤر في أقصى الجنوب الغربي لكندا، حيث لم ينس الرحالة أن يسجل بعض ارتساماته حول تعايش المعتقدات في كندا والحضور الإسلامي الذي لفت انتباهه هناك، انطلقت رحلة أبي العيال -كما سمى الكاتب نفسه- من ڤانكوڤر في مقاطعة كولومبيا البريطانية الكندية BC، متوجها نحو الشمال الشرقي، ليعبر مقاطعتي ألبرتا Alberta ويوكون Yukon الكنديتين، كي يصل إلى ولاية ألاسكا الأمريكية في الشمال؛ وقطع خلال هذه الرحلة أزيد من ثلاثة آلاف كلم في الذهاب، ومثلها في الإياب .

حاول الرحالة سرد الأحداث ووصف الصور في جانبها الحسي والفكري، مع حضور لافت لحنين فائض إلى المغرب، واسترجاع صور يمتزج فيها الواقع التاريخي بالمتخيل الأسطوري، بلغة تضعك في فخ شباكها منذ أن تشرع في امتطاء الطائرة أو السيارة أو امتطاء صهوة الجليد في قلب صحراء بيضاء.

يصف إدريس اعفارة ما التقطته ذاكرته من مشاهدات، مركزا اهتمامه على المثير في مجريات الرحلة، مثل وحيش كندا الكثير، وغاباتها وبحيراتها ومدنها، مع وقفات تأمل ومقارنة بما عاشه في بلده المغرب، إن استحسانا أو استهجانا .

وإذا كان الكاتب يسرد معجبا بالوجه الحضاري لكندا فإنه استغرب ضيق الطرق البرية التي قطعها، سواء طريق كندا السيار، أو طريق ألاسكا السيار، أو طريق كولومبيا البريطانية السيار، ولكنه التمس لكندا الأعذار لشساعة مساحتها وقلة السكان، ثم – وهذا أهم – حالة المناخ الصقيعية التي لا تسمح باستعمال السيارات والقطارات على مدار السنة؛ لذا عوّل الكنديون على التنقل بالطائرات التي تقوم مقام القطار عندنا والحافلات، وتربط بين كل المدن والقرى في مساحة مترامية الأطراف.

في حكي اعفارة يمتزج الواقعي بالمتخيل، يحضر جنس الرحلة ومحفوظ ذاكرة الكاتب عن رحالة جابوا الآفاق.

إدريس اعفارة الحضور الإسلامي المعتقدات في كندا مغربي في ألاسكا

hespress.com