قال الممثل محمد كافي إنه لا يعرف أسباب غيابه عن الشاشة الصغيرة، مضيفا: “لم أختف كليا عن المشهد الفني، شاركت في أعمال قليلة في التلفزيون منذ مدة، وفعلا لا أعرف السبب، لكن مرت مرحلة لم أكن حاضرا فيها وأتساءل عن سبب ذلك. لم تقدَّم لي أعمال لأقبلها أو أرفضها، لكن بقيتُ حاضرا في المسرح واشتغلت على أفلام سينمائية، وشاركت في أفلام عالمية صُوِّرَت في المغرب”.

جاء ذلك خلال مشاركة كافي في برنامج “FBM-المواجهة”، الذي تعرضه قناة “ميدي 1 تيفي” ويقدمه الإعلامي بلال مرميد.

وعاد كافي إلى مرحلة تكوّنه في المعهد البلدي بالدار البيضاء سنة 1968، حين كان أستاذه هو أحمد الطيب لعلج، ومساعد أستاذه أحمد الصعري، وقال: “التكوين لم يكن مثل المعاهد الكبرى حاليا، بل كان الاعتماد أكثر على الممارسة بعد تلقين أبجديات المسرح، من تلاوة مسرحية وتنقل على الخشبة وبحث في الدور…، بينما كان البحث النظري مرتبطا أكثر باجتهاد الممثل”.

وحول توجّهه إلى الوظيفة العمومية، وضّح الممثل المغربي أن ذلك كان للضرورة؛ “فبعدما لم يبق الطيب الصديقي في المسرح البلدي، توقفَت فرقة مسرح الناس، وكان هناك فراغ على مستوى الميدان في التلفزيون، والسينما كانت لا توجد تقريبا، وأنا ابن حي شعبي، ولم أكن ابن عائلة ميسورة، وكبرتُ يتيما، لم يكن ممكنا أن أعتمد على أمي، فالتحقت بالوظيفة.”

وأضاف كافي: “في المرحلة التي مررنا منها، كانت الأعمال قليلة جدا، ولم يتحرك التلفزيون حتى مرحلة الثمانينات والتسعينات، وبدأت الإنتاجات قليلا مع (مرحلة) (التلفزة تتحرك)، حيث كان ما نسميه بالتمثيليات داخل الأستوديو، ولم تكن بعد الأفلام التلفزية بمفهومها الحالي”.

وعن أجور الممثلين آنذاك، قال كافي: “كانت أجورنا قليلة، ولو لم نكن نتقاضى الأجور التي يظنها الناس، (إلا أننا) كنا مطمئنين، لأن من كان يدفع أجورنا هي إدارة التلفزيون، بمعنى لا أحد يضع شيئا في جيبه خارج القانون”.

وعن الفقيد نور الدين الصايل، المدير السابق للمركز السينمائي المغربي، أورد كافي أنه “أعطى لهذا الميدان الكثير، وما لا يعرفه الناس خارج الميدان، ولا أدري لم لا يتحدث عنه من داخل الميدان، هو أنه بمجيء الصايل للتلفزيون المغربي، بدأت الأفلام التلفزيونية. بتكوينه وحبه للسينما، خلق كوادر على مستوى النقد، وخلق النوادي السينمائية، وكنت مدمنا على برنامجه (شاشة سوداء) (إكرون نوار) الذي استفدت منه كثيرا حول التمثيل، فكان أستاذي دون علمه”. ثم أضاف: “لقد أعطى لهذا البلد الكثير”.

وحول واقع المشهد الفني اليوم، رد كافي بأنه “توجد إمكانيات موفَّرة، وأطر تقنية، ومهندسو صوت، والإنتاجات فيها فائض كمي، ويمكن أن نختلف حول الكيف. ويوجد خليط، وجاء أناس ودخلوا الميدان، ولستُ ضدّهم ولا يمكن إغلاق الباب على المواهب، ومن كان كفؤا ويستطيع إضافة شيء للميدان، مرحبا به.”

وبخصوص البرامج الرمضانية، ذكر الممثل المغربي أنه وجهت إليه دعوات، “لكنها تزامنت مع التزامات أخرى، بسبب فيلم كان من المرتقب أن يصور في بلجيكا”، قبل أن يستدرك مجيبا عن سؤال متابعة برنامج “FBM”: “أظن أني أحمد الله أني لم أشارك، ففي بعض الأحيان تصاب بخيبة، وتجد أن المعروض ليس هو ما كنت تنتظره، وفي العمل الفني متدخلون كثر من مخرج وكاتب وغيرهما، مثل الخيمة المغربية القديمة إذا نقصها عمود يمكن ألا تقوم، وتلعب بها أي ريح قادمة”.

وعن الحاجة للرهان على الإنتاج المحلي أمام عدم قوة الإنتاج الأجنبي بالمملكة، علق كافي قائلا: “أنا وغيري من الممثلين نرتاح في الإنتاج المحلي أكثر، وهو إنتاج وطني للبلاد، وليس كدور صغير في فيلم أجنبي لا تشاهده ومن يشاهده لا يعرفك”.

وأبدى الممثل محمد كافي تمسكه بالتفاؤل والأمل، وحب الخير للناس والبلاد.

واستحضر في ختام حواره مثالا من سنة 1975 حين عرض عليه المدير الفني بالمسرح القومي الكويتي آنذاك صقر الرشود الالتحاق بالمسرح الكويتي ورفض قائلا: “أريد أن أكون فنانا في بلادي”، وهو الموقف الذي احترمه صديقه الراحل.

[embedded content]

hespress.com