الإثنين 10 ماي 2021 – 07:45
عن مؤسسة “مقاربات”، صدر للناقد محمد أدادا مؤلف جديد وسمه بـ “الرواية الشعرية العربية، دراسة سيميو- لسانية في الرواية الجديدة”.
وتندرج هذه الدراسة، حسب الأستاذ أدادا، ضمن النقد التطبيقي، حيث إنها تتناول مظاهر اشتغال الشعري في الكتابة الروائية الجديدة. هذه الأخيرة التي عرفت انتشارا واسعا لصنف من الكتابة يسمى الرواية الشعرية، الذي انتشر بشكل كبير مع انقياد بعض المبدعين الشعراء نحو الكتابة الروائية في كل الإبداعات الأدبية.
الكاتب يذهب إلى أن معالم هذا الصنف من الكتابة بدأت تظهر لما انبرى بعض الكتاب الروائيين الجدد للبحث عن وسائل لتحديث الخطاب الروائي، ولذلك خصص المؤلف ثلاثة نماذج منها بالدراسة والتحليل، اعتبارا لكونها من أرقى التجارب المعروفة في هذا الإطار حسب تقديره، ويتعلق الأمر بـ”الزمن الآخر” للكاتب المصري الكبير إدوار الخراط، الذي حمل لواء الحساسية الجديدة والتجريب في الرواية العربية الجديدة، فـ”وجدتك في هذا الأرخبيل” للشاعر المغربي المرموق محمد السرغيني، التي تقدم النموذج لرواية شاعر، ثم “العشاء السفلي” للمبدع المغربي محمد الشركي، المعروف بكتاباته المفعمة بالحس الشعري والصوفي والفلسفي، وتقدم نموذجا لشاعر روائي.
وركز الأستاذ محمد أدادا في هذا المؤلف على تتبع مكامن الشعري في هذه الروايات على مستوى اللغة الروائية، ثم مستوى الخطاب الروائي. وكان نبراسه في ذلك الأدوات والآليات المنهجية. هذا وقد اعتمد على ما وصلت إليه الأبحاث اللسانية الحديثة والاتجاهات السيميوطيقية المعاصرة.
وبذلك يكون هذا المؤلف الجديد قد عقد مصاهرة بين مقومات تحليل الخطاب الشعري ومقومات تحليل الخطاب السردي، فكانت النتيجة هي تشكيل نموذج افتراضي، حاول الأستاذ إخضاعه للممارسة وتناولنا به المستويين المشار إليهما.
ويعتقد محمد أدادا أن هذا المنهج يأخذ من كلا المبحثين بنصيب، ويؤلف بينهما؛ فالشعرية تأخذ من اللسانيات الحديثة إنجازاتها وتصنيفاتها، كما تستفيد من توجيهات الدراسة السردية وتستثمر ما تحقق فيها من تراكمات نظرية.
الكتاب الجديد يضم 200 صفحة، وقد صمم لوحة غلافه الفنان العربي الكبير عادل أبو الفضل. وبذلك يشق الأستاذ محمد أدادا طريقه بثبات لينقش اسمه ضمن رواد النقد الأدبي ببلادنا.
