في ختام المعرض الاستعادي للفنان التشكيلي المغربي البارز فؤاد بلامين، الذي يعد أول معرض من نوعه بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يخصص لفنان مغربي ما يزال حيّا، قُدِّمَ كتاب جميل يخلد ذكرى هذا “الحدث التاريخي”، بتعبير الشاعر محمد بنيس الذي حضر اللقاء.

ووضح بلامين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن سبب تقديم “الكتاب الجميل” في ختام المعرض لا في بدايته، كما جرت العادة، هو الحاجة إلى “أن يكون شاملا وكاملا، ويعكس المعرض ككل، خاصة لكونه معرضا استعاديا”، مما تطلّب أن “يكون المعرض مكتملا، والأعمال موضوعة في مكانها، لالتقاط صور لها توضع في الدليل، إضافة إلى بعض الكتابات التي تنطلق من المعرض نفسه، ليبقى بعد نهايته شاهدا للباحثين والطلبة وغيرهم”.

ويتضمن هذا “الكتاب الجميل” الصادر حول معرض فؤاد بلامين الفردي “فاتحة الإبداع”، نصوصا وقعها أدباء ونقاد وكتّاب، من قبيل: فؤاد العروي، فرانسوا ديبايو، وجيل دو بور.

وقال عبد العزيز الإدريسي، مدير متحف محمد السادس بالرباط، إن هذه “مناسبة خاصة جدا”، لأن هذا هو “المعرض الاستعادي الفردي الأول لفنان ما يزال حيا، روحا وإبداعا، وفنان ما يزال يندرج في معاصرته”، وهو ما انعكس على طبيعة العرض الذي تضمّن أعمالا من بداياته الفنية وصولا إلى أعمال أنجزت أياما قبل بدء المعرض.

ورغم وضع الاستثناء المرتبط بالظروف الصحية العالمية والمحلية، المؤثر على ظروف استقبال الزوار وعددهم، إلا أن المعرض استطاع استقطاب أكثر من 10000 زائر، من بينهم تلاميذ ودبلوماسيون، بحسب مدير متحف الفن الحديث والمعاصر في الندوة الصحافية التي نظمت الأربعاء 20 ماي الجاري.

ودفع نجاح هذا المعرض المنظم في ظروف استثنائية عبد العزيز الإدريسي إلى تأكيد أهمية الأدوار التي يمكن أن يلعبها الفن والثقافة في أوضاع الاستثناء، وهو “ما يفسّر قرار المؤسسة الوطنية للمتاحف فتح متاحف المملكة، رغم إغلاق المتاحف عالميا”.

بدورها، قالت لطيفة السرغيني، قيّمة المعرض، إن هذا الحدث الفني قد حقّق هدفه “بتمكين الزوار من اكتشاف مسار فؤاد بلامين الطويل، بخيط ناظم”، قبل أن تزيد محتفية بالكتاب “الجميل جدا” بأنه سيبقى “شاهدا على هذا الحدث الرائع”؛ لأنه “أكثر من دليل معرض، بل مؤلّف مرجعيّ سيعيش بعد المعرض الاستعادي”.

من جهته، قال فؤاد بلامين إن فنانين قلائل عاشوا ليروا معارضهم الاستعادية، أو “تعريتهم”، وهو ما يشكل “حدثا مفرحا” لكنه في الآن ذاته “مؤلم أو مميت (مؤدٍّ إلى الموت)”.

وأضاف: “عندما أنهينا تثبيت الأعمال، رأيت في جولة فترة مهمة من حياتي تمر أمام عينيّ، وكل عمل هو شاهد على تاريخ لقاء، أو مكان، أو لحظات عشتها… مع الأسف، احتجت وقتا طويلا وعملا طويلا لأصل إلى هذا. ولو كان بإمكاني أن أختصره لقلت: إن هذا يمر بسرعة كبيرة. ولكن، لو كان عليّ إعادته، لقمتُ بذلك.”

ويتطلّع الفنان التشكيلي إلى أن يبقى هذا المؤلّف الصادر حول معرضه “فاتحة الإبداع” بمتحف محمد السادس بالرباط، “شاهدا على هذا النشاط المتواضع الذي يغلق أبوابه اليوم”.

ويرى بلامين في إسدال ستار معرضه الاستعادي مناسبة يأمل أن يفتح بعدها “صفحة جديدة بيضاء” ويستمرَّ في العمل؛ “فما يزال لدي الكثير لأقوله”.

[embedded content]

hespress.com