الصدمة كانت بادية على محيا الجميع، وكثيرون عادوا إلى الالتزام بالتدابير الصحية ووضع الكمامات؛ هكذا بدت الأجواء في منطقة “المشروع” بالحي المحمدي بقلب الدار البيضاء إثر اغلاقها بعد تفشي حالات الإصابة بفيروس كورونا.

اليوم الأربعاء، بدا الحي الصاخب الذي يضج بالناس وبالباعة المتجولين، وليله كنهاره، هادئا على غير عادته. السوق الشعبي الذي كان يمتلئ عن آخره، وتصل عربات الباعة فيه إلى حدود الشارع، باتت الحركة فيه شبه متوقفة. أما النساء اللواتي اعتدن الخروج للتبضع، فقد ألزمهن الخوف من الإصابة بيوتهن إلا قلة قليلة.

سيارات القوات المساعدة تتواجد على رأس بعض المداخل، والشباب لم يبرحوا بوابات منازلهم، كما عاينت ذلك جريدة هسبريس الإلكترونية. كورونا أدخلت الرعب في نفوس ساكنة هذا الحي الصاخب، يقول صاحب محل للبقالة وهو يتحدث إلى شاب يود اقتناء السجائر.

وخيم على نقاشات بعض الباعة والزبناء على قلتهم الحديث عن فيروس كورونا وإغلاق المنطقة من طرف السلطات المحلية؛ إذ أعرب كثيرون عن تخوفهم من انتقال العدوى إلى باقي العمارات السكنية المكتظة عن آخرها.

وأكد عدد من الباعة أن الحركة صباح الأربعاء “ضعيفة جدا مقارنة مع الأيام الماضية، حيث تخوف السكان من الفيروس الذي صار قريبا منهم، ولا يعرف ما إن كان هناك مخالطون للمصابين.”

وأضاف أحد الباعة، في تصريح لهسبريس، أن “كثيرين كانوا غير مقتنعين بوجود الوباء، لكن بعد إغلاق الحي والإعلان عن عدد كبير من الحالات، بدأ الخوف والهلع يدبان في نفوسهم، وهو ما بدا جليا من خلال توقف الحركة اليوم”.

إحدى النساء، التي كانت تتبضع في السوق المحاذي لـ”المشروع”، عبرت عن تخوفها من هذا المستجد، خصوصا وأن المنطقة تعرف ازدحاما وفوضى بشكل يومي، ما قد يرفع حالات الإصابة بالوباء في حالة عدم التقيد بالتعليمات الصحية.

وأشارت المتحدثة إلى ضرورة الحذر في هذه الفترة، وطالبت السلطات المحلية بضرورة فرض احترام التدابير الصحية، وإلزام المواطنين بارتداء الكمامات وعدم التنقل بشكل كبير تفاديا لاستمرار هذا الوباء في المنطقة.

وانتشرت السلطات المحلية في مختلف المناطق والأزقة القريبة من “المشروع”، وجندت عناصرها إلى جانب القوات الأمنية، وذلك من أجل فرض رقابة على المنطقة التي انتشر فيها فيروس كورونا بشكل كبير.

وضربت السلطات طوقا على “المشروع”، ليلة الثلاثاء، بعد تسجيل عشرات حالات الإصابة بفيروس كورونا؛ إذ تجاوز عدد المصابين 80 حالة مؤكدة في عمارتين سكنيتين، الأمر الذي قد يسهل انتقال العدوى في الحي بأكمله.

hespress.com