مشاعر متضاربة تثيرها الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي لوضعية المصابين بـ”كوفيد-19″؛ فأمام توالي التطمينات الحكومية، لم تعط وضعية مرضى عاصمة النخيل الاطمئنان نفسه بشأن قدرة المنظومة الصحية على احتواء الوباء.

وتظهر العديد من أشرطة الفيديو والصور والمقاطع الصوتية، مرضى “كوفيد-19” وهم يفترشون الأرض قرب بعضهم البعض في مستشفى المامونية، مطالبين أهاليهم بإنقاذهم من المعاناة اليومية التي يكابدونها في الطريق نحو العلاج.

واستنكرت تعليقات كثيرة الوضع الذي وصلت إليه مراكش، مختارة وسم “مراكش تختنق” من أجل لفت انتباه مختلف المتدخلين إلى تطور الوضعية الوبائية بشكل غير مسبوق هناك، فيما اختار أطباء الحاضرة بدورهم رفع شكواهم إلى وزير الصحة للتدخل.

ودفعت الوضعية الوبائية المقلقة في مدينة مراكش رئيس الحكومة إلى إرسال لجنة وزارية قصد الاطلاع بشكل ميداني على الحالة الصحية بالمشافي المخصصة لعلاج المصابين بمرض “كوفيد-19″، ثم إعداد تقرير شامل لتتضح الرؤية بشكل جيد.

مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أورد أن اللجنة الحكومية مطالبة بالاستماع إلى الأطباء والممرضين من أجل معرفة تفاصيل الوضع الصحي بمراكش بشكل دقيق، وذلك قبل تحديد أي خطوة مقبلة.

وأشار الناجي، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن حالة مستشفى المامومنية جد متدهورة، مؤكدا أن “هذا ليس بجديد، بل قائم منذ عهد الوزيرة ياسمينة بادو، كما أن الأمر تفاقم وأصبح المستشفى يفتقد الأطقم وأدوات العلاج”.

وأوضح خبير علم الفيروسات أن “الوزارة عليها أن تحدد مجددا أي فئة هي المعنية بالمستشفيات، هل المصابون الذين يعانون من أمراض مزمنة أو حتى من يعانون من أعراض فقط؟”، مطالبا عموم المواطنين في المقابل بمزيد من الحيطة والحذر.

علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة، قال إن ما يجري في مراكش “كان منتظرا منذ مدة، بالنظر إلى غياب استراتيجية حكومية للتعامل مع الوباء؛ فقد تخلت جميع المكونات عن وزارة الصحة وجعلتها وحيدة في مواجهة الفيروس”.

وأضاف لطفي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن معدل الإماتة بات يدق ناقوس الخطر، والحكومة عليها أن تنتبه إلى أن الوضع في مراكش يثير بالشكل اللازم إمكانية تفاقم الوضعية الوبائية، مبرزا أن الموارد البشرية استنزفت بالكامل على امتداد 6 أشهر.

وأشار القيادي النقابي في قطاع الصحة إلى أنه من المفروض أن تفتح الحكومة مزيدا من مناصب الشغل داخل قطاع الصحة، وتستثمر مبلغ 28 مليارا الممنوح لها من أجل تطوير التجهيزات الطبية وأقسام الانعاش، في حالة أرادت فك الوضعية.

وأكمل لطفي تصريحه قائلا: لقد تم التخلي عن كبار السن في هذه المعركة في وقت المطلوب هو حمايتهم”، مطالبا الحكومة بـ”الانتباه وإلا فستتحول كل المدن إلى مراكش جديدة”، معتبرا أن “المسؤولية مشتركة بين الجميع ولا مجال للوم المواطن وحده”.

hespress.com