قلبت جائحة كورونا موازين العالم، حيث وقفت أعظم الدول عاجزة عن مواجهتها والحد من تداعياتها، كما أنها أثرت على القوت اليومي لشباب مغاربة ينشطون في السياحة الجبلية، خصوصا على مستوى جبال الأطلس المتوسط.

على بعد أحد عشر كيلومترا من مدينة إفران، أو “سويسرا المغرب كما يسميها البعض”، التي لن تلج إليها في ظل فرض حالة الطوارئ الصحية إلا بعد تجاوز عدة سدود قضائية والخضوع لمراقبة أمنية مشددة ودقيقة، توجد المنطقة السياحية “أرز كورو” في اتجاه مدينة آزرو.

بمجرد توقف محرك السيارة والاستعداد لمغادرتها، تكون القردة وشبان من أعمار مختلفة أول مستقبليك. يحاول هؤلاء الشباب الذين تكشف ملامحهم الأطلسية عن تحدرهم من دواوير قريبة من الموقع إقناعك بامتطاء الحصان والقيام بجولة ممتعة بين أشجار الأرز، مؤكدين أن مقابل هذه خدمة غير مكلف.

هذه السنة، منطقة “أرز كورو” ليست هي نفسها، والإقبال الذي كانت تعرفه في فترة الصيف ليس هو نفسه. جائحة كورونا والتدابير التي رافقتها فرضت إيقاعا خاصا وحدت من توافد الزوار عليها، مغاربة وأجانب، ما أضر بالعديد من الشبان الذين يشتغلون في السياحة الجبلية بهذه المنطقة.

يحكي الشاب محمد، وهو في العشرينات من العمر يملك حصانا يستخدمه للقيام بجولة بالزوار وسط أشجار الأرز، أن سنة 2020 مغايرة عن سابقاتها، حيث تراجع عدد الزوار بشكل كبير بسبب انتشار فيروس كورونا وتقييد حركة التنقل بين مدن وعمالات المملكة.

ويؤكد هذا المرشد السياحي أن هذا التراجع في عدد السياح الذين يقصدون منطقة “أرز كورو” لقضاء يومهم تحت أشجار كثيفة، وعلى مقربة من القردة، أثر بشكل كبير على مدخولهم اليومي الذي تراجع كثيرا، فيما جعل البعض منهم يعيش العطالة.

بحسب محمد، فإن أبناء المنطقة الشباب يعتمدون بشكل كبير على السياح الذين يفدون على هذا الفضاء السياحي التابع لعمالة إفران، ما يعني أن توقف حركة الزوار يرخي بظلاله على مدخولهم ومعيشهم اليومي.

شاب آخر أكد أن هذا الموقع السياحي تأثر بتداعيات الجائحة العالمية، عبر تراجع عدد الزوار والأسر المغربية الشغوفة بالسياحة الجبلية بنسبة كبيرة، حيث حدت الإجراءات والمراقبة من وصول الأعداد الكثيرة التي كانت تصل.

ولفت المتحدث إلى كون شباب المنطقة يعيشون على عائدات كل يوم التي يجنونها بتنظيم جولات سياحية على الأحصنة، سواء بمنطقة “أرز كورو” أو “رأس الما” أو “رأس العين”.

ويعتمد هؤلاء الشباب في ظل تراجع عدد الزوار بسبب التدابير المتخذة لمواجهة انتشار الجائحة، على سخاء الأسر المغربية؛ إذ لا يفرضون ثمنا محددا مقابل القيام بجولة وسط هذه الغابات.

وعلى الرغم من كون مدخول هذه الفئة تقلص بسبب الجائحة، غير أن كثرة المرشدين السياحيين دفعت جمعية تنظمهم إلى تخصيص أيام العمل لكل شاب بحسب المواقع السياحية المتواجدة بالمنطقة.

hespress.com