السبت 13 يونيو 2020 – 15:20
بعد انتهاء فترة الحراسة النظرية ثم التقديم أمام القضاء، قرّرت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بخريبكة متابعة تاجر في حالة سراح، على خلفية شكاية تقدّم بها موظف بالمنطقة الحضرية الأولى بمدينة خريبكة، متّهما إياه بإهانته وسبّه أثناء مزاولة مهامه بالإدارة المذكورة.
وأوضح هشام طرحات، المشتكى به من طرف موظف بالسلطة المحلية، أنه قصد مقر المنطقة الحضرية الأولى بخريبكة، من أجل الحصول على ورقة السفر التي ستمكنه من أخذ ابنه وابنته الصغيرين إلى جدّتهما خارج مدينة خريبكة؛ غير أن العاملين في المنطقة الحضرية رفضوا تمكينه من الوثيقة التي يطالب بها.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أنه بعدما تعذر عليه الحصول على الوثيقة، لجأ إلى تسجيل شريط مباشر عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، من أجل الاحتجاج وإشراك الرأي العام في ما وصفه بالحرمان غير المفهوم من وثيقة السفر، وتعميق معاناة ابنيه اللذيْن تتواجد أمّهما في المستشفى بسبب تعرّضها لنزيف دموي.
وقال هشام، في الشريط الذي سجّله أمام مقرّ المنطقة الحضرية الأولى، إن ابنيه يعانيان على مستوى التغذية والنظافة، وهو في حاجة ماسة إلى الوثيقة التي تسمح له بإخذهما إلى جدّتهما بهدف الحصول على الرعاية التي حُرما منها بسبب مرض أمّهما الحامل؛ غير أن طلبه قوبل بالرفض.
وظهر هشام طرحات في الشريط المباشر رفقة ابنيه الصغيرين أمام مقر المنطقة الحضرية الأولى، رافعا صوته بالاحتجاج والتساؤل عن طبيعة القانون الذي حرمه من الحصول على الوثيقة على غرار باقي المواطنين، مشدّدا على أنه مع القانون الذي يساوي بين الجميع.
وفي المقابل، أوضح مصدر من السلطة المحلية أن الواقعة بدأت حين قدم تاجر يقطن بحي سكني لا يقع ضمن النفوذ الترابي للمنطقة الحضرية الأولى، من أجل المطالبة بالوثيقة التي تسمح بالسفر خارج الإقليم، وبعدما قدّم الموظفون للمواطن المعني التوضيحات اللازمة بخصوص التقسيم الإداري، سارع إلى سبّ موظف بالإدارة ذاتها بشكل غير مفهوم.
وأضاف المصدر أن التاجر المعني، وهو مهاجر سابق بالديار الأوروبية، شرع في تسجيل شريط مباشر يحتجّ فيه باللغتين العربية والألمانية، ويعبّر من خلاله عن رفضه لما وصفه بالزبونية والمحسوبية، دون أن يستجيب لتدخلات بعض الحاضرين لتهدئته.
وقال المصدر ذاته، الذي رفض الكشف عن هويته بسبب عدم تخويله صلاحية التواصل مع الصحافة، إن المحتج سبق أن قصد، يوم السبت الماضي، المنطقة الحضرية الثانية التي يوجد مسكنه ضمن نفوذها الترابي، ونظرا لتزامن زيارته مع عطلة نهاية الأسبوع، فكّر في زيارة مقر المنطقة الحضرية الأولى لعلّه يحصل منها على وثيقة السفر؛ لكنه لم يتقبّل رفض طلبه.
وأكّد المتحدث ذاته أن الموظّف بالإدارة المذكورة أحسّ بالإهانة وأصرّ على متابعة المشتكى به، ليتم الاتصال بمصالح الأمن، وهو أثبته الشريط المسجّل الذي بدت فيه عناصر أمنية تترجّل من سيارة الشرطة من أجل إلقاء القبض على المحتج ووضعه رهن تدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة.