السبت 8 ماي 2021 – 10:11
لاحت منذ أسابيع بوادر أزمة ما بين المغرب وألمانيا اتضحت معالمها بعد أن أعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن المملكة المغربية قررت استدعاء سفيرتها ببرلين للتشاور.
الوزارة أكدت أن “جمهورية ألمانيا الاتحادية راكمت المواقف العدائية التي تنتهك المصالح العليا للمملكة”. وفي هذا الإطار قال رشيد لبكر، الباحث السياسي، إن ما أقدم عليه المغرب يعد “خطوة احتجاجية وعتابا دبلوماسيا لألمانيا عسى أن تراجع حساباتها”.
واعتبر لبكر، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الخطوة تأتي في إطار المواقف التي دأب المغرب على اتخاذها، والتي تدل على أنه دولة ذات سيادة ولا تخضع لأي تبعية”، كما أوضح أن “المغرب مع المشروعية والشرعية الدولية، في حين أن ألمانيا ستعود إلى جادة الصواب؛ فمصالحها هي مع المملكة وليس مع أي كيان آخر”، وفق تعبيره.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن العداء حسب وزارة الخارجية المغربية أصبح متواليا، في وقت لا تعرف السلطات المغربية سببه، مفيدا بأن “المغرب كان يعتبر ألمانيا حليفا إستراتيجيا ويتعاون معها على مستوى عدد من المجالات، خاصة في المجال الأمني”.
وأردف لبكر: “كان لزاما أن تكون ألمانيا من الدول السباقة لدعم المغرب، لكنها اختارت أن تشن حربا عدائية تجاهه تتبنى النظرة المعادية”، وأفاد بأن بعض المحللين يقولون إن الأمر يعود إلى رفض تدخل المملكة في القضية الليبية، “الذي سيسحب البساط من تحت أرجلها، هي وعدد من الدول التي كانت تعتبر دول شمال إفريقيا مجرد امتداد لها”.
وقال الباحث ذاته إن التدخل المغربي في القضية الليبية فرضه حكم الجوار والدفاع عن مصالح البلاد في المنطقة، إذ من مصلحتها استتباب الأمن بها، مؤكدا أن “المناورات الألمانية لن تجدي نفعا، خاصة أن المغرب يحظى بدعم دولي”.