هددت جبهة البوليساريو الانفصالية، اليوم الأحد، بـ”التصعيد العسكري” وقالت إن “الحرب مستمرة وستتصاعد في الصحراء”.
وفي خطوة تهدف إلى التشويش على السير الطبيعي بالمعبر الحدودي الكركرات، حذرت الجبهة الانفصالية مستخدمي هذه الطريق، مشيرة إلى أن منطقة الصحراء باتت “كلها ساحة قتال وكلها غير مأمونة”.
وبعد فشل مخططه في إغلاق معبر الكركرات، زعم التنظيم الانفصالي أن “لا الكركرات ولا أي نقطة من التراب الصحراوي في منأى من قذائف وصواريخ المقاتلين الصحراويين”.
وتأتي تهديدات البوليساريو في إطار حملة إعلامية كاذبة تهدف إلى التشويش على حركة المرور بين المغرب وموريتانيا وما بعدها إلى إفريقيا جنوب الصحراء.
ونفى سائقو الشاحنات، اليوم الأحد، ما روجته جبهة البوليساريو بشأن “غلق المعبر بعد قصفه ليل السبت”، وأكدوا أن الحركة التجارية عادية منذ تحرير المعبر من قبل القوات المسلحة الملكية في 13 نونبر الماضي.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أكد قبل أيام أن المغرب ملتزم باتفاق وقف إطلاق النار بالصحراء المغربية، لكنه سيرد بقوة على أي تهديد لاستقراره وطمأنينة ساكنته.
ووفق مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن “الحرب الوهمية” التي تخوضها جبهة البوليساريو بالصحراء تهدف إلى عرقلة انطلاق مشاريع استثمارية أجنبية بالأقاليم الجنوبية، بعدما باشرت دول عديدة ربط اتصالاتها مع المغرب من أجل إطلاق مشاريع كبرى، ضمنها معبر الكركرات الذي سيتم تأهيله ليصبح محطة ربط حقيقية بين المغرب وعمقه الإفريقي.
ويرى كريم عايش، باحث بالمركز المتوسطي للدراسات والأبحاث الدولية والتشاركية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن دلالات تصعيد البوليساريو في هذا الوقت بالذات ترتبط بالضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة للتراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء.
وأضاف الباحث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الهدف من الفرقعة الإعلامية المرتبطة بـ”البروباغندا الحربية”، هو “إرهاب المستثمر الأمريكي ومعه الولايات المتحدة، وأيضا مجموعة من رجال الأعمال البولونيين، ومستثمرين أفارقة، وآخرين، فضلوا جميعا الانخراط في الدينامية التي تعرفها المنطقة بعد زيارة ديفيد شينكر، مساعد كاتب الدولة في الشؤون الخارجية الأمريكي المكلف بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، للوقوف على إجراءات افتتاح القنصلية الأمريكية بالداخلة والاستعداد لإطلاق سلسلة مشاريع أمريكية هناك”.
وتابع بأن الترويج للهجوم الصاروخي المزعوم، “مفاده تذكير حلفاء المغرب بأن البوليساريو الآن قادرة على إرسال صواريخ، وأن البداية كانت بعصب التجارة الإفريقية في انتظار استهداف مراكز أخرى، قصد إعادة الاهتمام بها كفاعل جيو-استراتيجي غير سهل ولا يمكن تجاوزه”.
وأبرز عايش أن الجبهة الانفصالية تتوخى من وراء “التصعيد العسكري” لفت انتباه المنتظم الدولي إلى أنها، ومعها الجزائر، “قادرة على فرض أجندتها بالمنطقة، في أسلوب يذكرنا بأساليب الجماعات الإرهابية المدعومة بصواريخ سام وكاتيوشا”.
وشدد الباحث بالمركز المتوسطي للدراسات والأبحاث الدولية والتشاركية على أن ما تقوم به الجبهة الانفصالية مجرد تحركات “فارغة” تفتقد إلى الشرعية وتنتهك القوانين الدولية.