أقبل المغرب على مرحلة اقتصادية جديدة عزّزتها الاتفاقات المبرمة مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية من جهة ودولة إسرائيل من جهة ثانية، وستشهد هذه المرحلة بإقامة مشاريع كبرى في مجالات إستراتيجية.

وفي هذا الإطار، قال المحلل الاقتصادي المغربي عبد النبي أبو العرب إن “المغرب دخل مرحلة جديدة فيما يتعلق بالإمكانات التي تتوفر له والشركاء الذين سيساهمون في إنجاح مشاريع التنمية التي يقودها المغرب، سندخل في مصاف الدول الصاعدة كما قررت المملكة”.

وشدد أبو العرب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن المغرب له مصالح اقتصادية إستراتيجية فيما يتعلق بهذه الاتفاقات التي وقّعها من جهة مع الولايات المتحدة الأمريكية ومن جهة مع إسرائيل.

وحدّد المحلل الاقتصادي ذاته “الكسب السيادي بالنسبة للمغرب”، والمتمثل في “الاعتراف الأمريكي بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية”، قائلا إن “له قيمة كبيرة على مستوى الساحة الدولية وداخل المنتظم الأممي، وسيكون له تأثير محدد في مسار التسوية لهذا الملف داخل أروقة الأمم المتحدة”.

وأضاف: “المغرب كان قويا، وعرف كيف يدبر هذه الاتفاقات والمفاوضات، بحيث خرج هو الرابح الأكبر في هذه التعاقدات والاتفاقيات وأصبح مركزا دوليا للقوة الاقتصادية الأولى في العالم”، مفيدا بأن “المملكة استطاعت أن تنخرط وتصبح مركزا من الهيكلة التنظيمية للاقتصاد العالمي للولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بكل من إفريقيا كقارة وشمال إفريقيا والشرق الأوسط”.

وأوضح الخبير الاقتصادي أن كل الاستثمارات الأمريكية التي ستعني القارة السمراء وازدهار إفريقيا من خلال ما يسمى بـ”برنامج ازدهار إفريقيا” ستنطلق من المغرب، خاصة أن الوكالة الأمريكية للاستثمارات الخارجية قررت فتح مركز لها بالرباط وفتح قنصلية ذات مهام اقتصادية قبل كل شيء بالداخلة.

وتحدث أبو العرب عن “ما ترافق مع كل هذه الإعلانات من استثمارات، بلغت إلى حد الآن حوالي خمسة مليارات دولار في كل مجالات ذات القيمة العالية؛ منها الطاقات المتجددة والتكنولوجيا، وما يتعلق بمراكز المعلومات الموجهة إلى الشركات متعددة الجنسيات”.

وأبرز المتحدث ذاته أن هذه الاتفاقات ستزيد من إدماج الاقتصاد الوطني في الاقتصاد العالمي وفي سلاسل الإنتاج والتوزيع للشركات الأمريكية متعددة الجنسيات العملاقة؛ “وذلك سيكون له أثر كبير، وسنلحظ ظهور قطاعات اقتصادية وصناعية وخدماتية جديدة تقترب من الأداء الاقتصادي لما يعرفه قطاع السيارات والطيران”.

وأكد المحلل الاقتصادي أن الاتفاق مع إسرائيل كان رهينا مع الاتفاق الأمريكي “الذي يهمنا أكثر، وهو الاتفاق الأم”، قائلا إنه: “كلما نجحت العلاقات المغربية الأمريكية ستتبعها العلاقات المغربية الإسرائيلية في مجالات ذات حساسية عالية وذات قيمة إضافية بالنسبة للمغرب”، مفيدا بأن “إسرائيل على المستوى التكنولوجي هي دولة متقدمة جدا، والمغرب سيستفيد منها”.

ونبّه أبو العرب إلى أن “المغرب سيستفيد مع هذه الاتفاقات، ولو أن الأمر لا يزال يلفه بعض الغموض وليس واضحا”، مفيدا بأن “مسار الشراكة الاقتصادية بين المغرب وإسرائيل سيكون ذا فائدة، ولو أنه لا تتوفر الرؤية بشكل واضح مع ما تم الإعلان عنه”.

hespress.com