لقاح رئيس الحكومة.."واش فهمتيني ولا لا؟"
صورة: أرشيف

سعيد ابن عائشةالأربعاء 21 أبريل 2021 – 08:49

الأصل أن أعضاء الحكومة يوجدون في مقدمة الصفوف أمام الشعب في مواجهة وباء كورونا، لكن وزراء الأغلبية (المغلوبة على أمرها) لم يظهر لهم أي أثر في الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19، بل إن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الذي “علق” عمله الحكومي قبل أيام بدعوى إصابته بـ”فيروس الزكام”، اكتفى بالقول: “أعاني منذ بضعة أيام من زكام والتهاب في السحايا الأنفية”، والواقع أن مثل هاته الحالة، في هذا الوقت، تستدعي التواصل حول سلامة رئيس الحكومة من فيروس كورونا، وهل قام بإجراء التحاليل؟.. لأن المعلوم أن شركات عادية تقوم منذ مدة في حالة وجود شك بفرض “نتيجة الفحص” على عمالها المشكوك فيهم، بينما اكتفى رئيس الحكومة بالتصريح دون أدلة..

والملاحظ أن رئيس الحكومة، الذي حاول تشتيت الأنظار بتوجيه رسالة شكر للملك محمد السادس، بذل مجهودا كبيرا ليؤكد أنه مصاب بنزلة برد، حتى لا يعتقد الناس أنه مصاب بـ”كوفيد 19″، لأن ذلك في نظره سيحرجه أمام المغاربة، الذين تابعوه شاردا طيلة مدة انتشار الفيروس، إذ كان ينادي بعدم ارتداء الكمامات في البداية قبل أن تنزل عليه التدابير الصحية من فوق.. بينما “كوفيد 19” لا يميز بين المصابين من حيث العمل الذي يقومون به أو مكانتهم الاجتماعية.

ومع ذلك فقد سجل التاريخ على رئيس الحكومة “خرقه تدابير الوقاية” من خلال رفض ارتداء الكمامة في بداية انتشار الجائحة، كما لم يظهر اسمه ضمن قوائم المستهدفين بالتلقيح رغم أنه من مواليد 1956؛ وعموما فقد سجل عليه التاريخ أيضا ضعف تواصله، وعدم خروجه إلى وسائل الإعلام عندما كان فيروس كوفيد 19 يرعب العالم، قبل الانتقال إلى المرحلة التدبيرية.

ولا فرق بين رئيس الحكومة الحالي ورئيس الحكومة السابق، فقد كشفت التقارير الإعلامية أن عبد الإله بنكيران رفض التوجه إلى مركز التلقيح القريب من منزله بحي الليمون لتلقي الجرعة الأولى من اللقاح، ولا يعرف إلى حد الآن سبب هذا التخلف، وما إن كانت له علاقة بالموقف من التلقيح، أو بموقفه من وزراء حزب العدالة والتنمية في الحكومة، الذين قاطع أغلبهم، بسبب موقفهم من تقنين زراعة “الكيف”.

إن مثل هذه التصرفات لا تتعارض فقط مع مبدأ الثقة المفروض في العلاقة بين المواطن والحكومة، بل إنها تتعارض مع مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، لذلك بادر أعضاء ورؤساء الحكومات في البلدان التي تحترم مواطنيها بتلقي أولى جرعات اللقاح لتأكيد الثقة في المنتجات، بل إن بعض الدول فرضت على “مكتشفي اللقاح” حقن أنفسهم به، قبل إعلان النتائج الباهرة للعموم..ولحسن الحظ أن الملك محمدا السادس يوجد في الصفوف الأولى إلى جانب شعبه..”واش فهمتيني ولا لا؟”.

التلقيح سعد الدين العثماني عبد الإله بنكيران كوفيد 19‬

hespress.com