صرحت كلاوديا فيداي، سفيرة الاتحاد الأوروبي المعتمدة لدى المملكة المغربية، بأن موقف الاتحاد بخصوص نزاع الصحراء لم يتغير بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.

وبحسب حسن بلوان، خبير في العلاقات الدولية، فإن العلاقات المغربية مع الاتحاد الأوروبي توصف دائما بالمتقدمة، وتشمل مجالات متعددة، مما يضع المغرب في طليعة الشركاء الجنوبيين لأوروبا بحكم القرب الجغرافي والمصداقية التي يتمتع بها.

وقال بلوان: “رغم متانة هذه العلاقات الاستراتيجية وصلابتها، إلا أنها تعرف بعض الهزات نتيجة التشويش الذي تقوم به الجزائر وعناصرها الانفصالية بإقحام قضية الصحراء المغربية في بعض المؤسسات الأوروبية، كالبرلمان الأوروبي ومحكمة العدل الأوروبية”.

وتابع: “لكن حاجة المغرب للاتحاد الأوروبي وحاجة هذا الأخير للمغرب في هذه المنطقة الملتهبة تعزز فرص استمرار هذه العلاقات الاستراتيجية، وتحول دون أن تصل الأمور إلى القطيعة النهائية كما حصل سنة 2016”.

وأوضح المتحدث أنه “مع مستجدات قضية الصحراء المغربية، وما رافقها من دعم مجموعة من بلدان المجتمع الدولي لمشروع الحكم الذاتي والاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، يطرح السؤال لماذا لم يواكب الاتحاد الأوروبي هذه الدينامية الايجابية؟”.

وأردف قائلا: “من المعلوم أن معظم دول الاتحاد الأوروبي القوية والمؤثرة قريبة من الموقف المغربي، لكن هناك توازنات أوروبية لا يمكن أن تحيد عنها السياسة الخارجية الأوروبية التي تنبني على مبدأ الإجماع في بلورة المواقف المشتركة”.

بالإضافة إلى ذلك، ذكر المتحدث وجود “انقسام غير ظاهر بين الدول الأوروبية في التعاطي مع قصية الصحراء المغربية، فهناك دول مؤثرة تسعى إلى حل النزاع وفق السيادة المغربية بالنظر إلى التحديات التي تواجه المنطقة الحساسة والقريبة من أوروبا، وهناك مجموعة تحافظ على التوازن بين المغرب والجزائر، وهناك دول قليلة تعاكس المطالب المغربية المشروعة، خاصة بعض الدول الاسكندنافية في شمال أوروبا”.

واعتبر بلوان أن الموقف الأوروبي من دينامية ملف الصحراء المغربية يمكن مقاربته عموما من خلال عدد من النقاط، ذكرها منها أنه “لا يمكن فصل موقف الاتحاد الأوروبي عن الموقف الأمريكي، ودائما ما يكون الأول يحاكي الثاني ويتماهى معه في إطار التحالف الغربي الاستراتيجي في قضايا العالم. ومعلوم أن علاقة القيادة الأمريكية السابقة كانت متوترة مع أغلب الزعماء الأوروبيين”.

ينضاف إلى ذلك، انتظار الاتحاد الأوروبي موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من قضية الصحراء، الذي لا يمكن أن يحيد عن موقف الإدارة السابقة بحكم العلاقات المتميزة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، “لبلورة موقف مشترك أوروبي أمريكي”، واصل بلوان.

وبحسب الخبير في العلاقات الدولية، فإن الاتحاد يراعي بعض الحساسيات واللوبيات داخل البرلمان الأوروبي المدعومة والممولة من طرف النظام الجزائري، التي “رغم أنها قليلة ومترهلة، لكنها تشوش على الإجماع الأوروبي القريب من الموقف المغربي”.

hespress.com