كسر معرض فن “الخط العربي”، الذي افتتح السبت برواق محمد القاسمي بمقر المديرية الجهوية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة، قطاع الثقافة، بجهة فاس مكناس، الجمود الذي فرضته الجائحة على الحركة الفنية والإبداعية بمدينة فاس.
وضم المعرض، الذي نظم بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، 22 لوحة للخطاط والفنان التشكيلي عبد السلام الريحاني، تجسد تجاربه على مدى 20 سنة؛ منها لوحات تفردت بآيات قرآنية كريمة بخطوط مغربية جميلة، وأخرى أبدع فيها العارض في المزج بين أنماط الخط المغربي والفن التشكيلي.
وبهذه المناسبة، قال عبد السلام الريحاني إنه خصص معرضه، الذي سيتواصل إلى غاية 15 من يناير المقبل، لإبراز غنى الخط المغربي، والهوية الفنية المغربية كثقافة قائمة بذاتها، مشيرا إلى أن لوحاته تنقل المتلقي إلى عالم مختلف أشكال الخط المغربي، كالمبسوط، والمجوهر، والكوفي المرابطي والمريني، إضافة إلى الخط القندوسي.
وذكر الخطاط والفنان التشكيلي ذاته، في تصريح أدلى به لهسبريس، أن اللوحات التشكيلية غالبا ما تتضمن خطوطا مشرقية، عكس لوحاته التي ضمنها الهوية المغربية، وذلك بغية الارتقاء بالخط المغربي، الذي يعد، بحسبه، من أجمل الخطوط العربية، إلى العالمية.
وأضاف الريحاني أن تجربته في جمعية الكامليون للفنون التشكيلية والخط العربي ساعدته على إبراز موهبته، مبرزا أن تنظيم الجمعية لمهرجان فاس الدولي للخط العربي والزخرفة ساهم في احتكاكه بمجموعة من أعلام الخط العربي، من المغرب والمشرق؛ “وهي تجربة يعد هذا المعرض إحدى ثمراتها الإبداعية”، بتعبيره.
من جانبه، وصف العربي تراك، الخطاط المغربي الفائز بجائزة محمد السادس للخط المغربي في دورتها الأخيرة، الخطاط والتشكيلي عبد السلام الريحاني بالفنان المتميز الذي استطاع أن يمزج في لوحاته بين الخط والزخرفة والفنون التشكيلية، مشيرا إلى أن معرضه تمكن لأول مرة من الجمع بين جل أنواع الخطوط المغربية.
وأوضح العربي تراك، في حديثه لهسبريس، خلال افتتاح معرض الخط العربي، أن تجربة الريحاني في تطويع الخط المغربي تعد من التجارب الرائدة، “لكونه استطاع أن يبرز جمالية الخطوط المغربية القديمة، من كوفي، وثلث مغربي، وقندوسي ومبسوط، وأتاح فرصة اكتشافها للجمهور بطريقة جديدة، وبأسلوب مميز”.
وأشار تراك إلى أن مناسبة تنظيم معرض الخط العربي بمدينة فاس أتاحت للفنانين التشكيلين والخطاطين فرصة اللقاء من جديد في ما بينهم وبين الجمهور، وذلك بعد طول انتظار جراء تفشي الوباء.