كان للتساقطات المطرية المسجلة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة تأثير إيجابي على تطور الموسم الفلاحي الحالي، ما سيدعم توقعات النمو الاقتصادي بعد سنة صعبة اتسمت بأزمة فيروس كورونا المستجد التي قادت اقتصاديات العالم نحو الانكماش.

وحسب المعطيات الرسمية الصادرة عن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات فإن الأمطار الغزيرة والمعممة والمنتظرة التي سُجلت في يناير وفبراير ومارس كان لها أثراً جد إيجابي على تطور الموسم الفلاحي 2020-2021.

وساهمت هذه التساقطات، وفق المصدر ذاته، في تحسين الغطاء النباتي بشكل عام والمراعي بشكل خاص والرفع من حقينة السدود ذات الاستعمال الفلاحي ومنسوب المياه الجوفية؛ ناهيك عن دعم النمو الجيد للأشجار المثمرة، وحجم ونضج أصناف الحوامض المتأخرة.

وتدعم هذه المؤشرات توقعات تحقيق نمو اقتصادي جيد خلال السنة الحالية، مدعوماً بحملة التلقيح الوطنية التي تستمر بشكل جيد مقارنة بدول أخرى من أجل تحقيق مناعة جماعة قد تفتح المجال لتخفيف التدابير الاحترازية المستمرة.

وخلال الأسبوع الجاري، رفع بنك المغرب من توقعاته بخصوص النمو الاقتصادي المتوقع إلى 5.3 في المائة مقارنة بـ4.7 في المائة التي كانت متوقعة في نهاية السنة الماضية. ويرجع هذا التفاؤل إلى الموسم الفلاحي الجيد ومخطط الإقلاع الذي خصص له مبلغ 120 مليار درهم والعودة النسبية للثقة إثر التقدم المحرز في عملية التلقيح الوطنية ضد “فيروس كورونا”.

وتشير المعطيات الرسمية إلى أن متوسط التساقطات المطرية التراكمية على المستوى الوطني إلى غاية 25 مارس الجاري بلغ حوالي 271.9 مليمترات، مع توزيع جيد في الزمان والمكان، مقابل 286.9 مليمترات كمتوسط مسجل في الثلاثين سنة الماضية.

وعلى مستوى ملء السدود ذات الاستعمال الفلاحي، فقد وصلت حقينتها 6.74 مليار متر مكعب، مقابل 5.85 مليار متر مكعب خلال الفترة نفسها من الموسم الماضي، وهو ما يمثل معدل ملء للسدود ذات الاستخدام الفلاحي بحوالي 49 في المائة مقابل 43 في المائة خلال الفترة نفسها من الموسم الماضي.

وتبلغ المساحة المزروعة حتى الآن بمجموعة الزراعات الخريفية حوالي 4.9 ملايين هكتار، منها 9 في المائة مسقية، وتمثل الحبوب منها النسبة الأكبر بحوالي 86 في المائة، والأعلاف بـ10 في المائة، والقطاني بما يعادل 4 في المائة.

وفي ما يخص المساحة المزروعة بالحبوب الخريفية فتبلغ 4.20 مليون هكتار، بنسبة 44 في المائة من القمح اللين و34 في المائة من الشعير و22 في المائة من القمح الصلب. وتبقى الحالة النباتية لمزروعات الحبوب مرضية عموما، ويبقى تطورها مرتبطاً بالتساقطات المطرية ودرجات الحرارة خلال شهر أبريل.

وتأتي هذه الأرقام عقب موسمين فلاحيين اتسما بضعف التساقطات المطرية؛ ناهيك عن تسجيل المغرب لانكماش اقتصادي السنة الماضية يناهز 7 في المائة، وهو ما تجلى في فقدان 432 ألف منصب شغل نتيجة الأزمة الاقتصادية الناتجة عن فيروس كورونا.

hespress.com