رغم الجهود التي تبذلها الدولة للحد من السطو على أراضي الغير، إلا أن “مافيا العقار” مازالت نشطة في المناطق الجنوبية؛ إذ عرفت جماعة أسرير بإقليم كلميم، مساء الثلاثاء، تطورا خطيرا تمثل في نزاع بين أهالي المنطقة وأشخاص كانوا يسعون إلى الاستيلاء على أراضي السكان، انتهى بإطلاق أعيرة نارية راح ضحيتها أحد أصحاب الأرض.

وأظهر مقطع فيديو وثق الواقعة رجلين أصيبا بشظايا الأعيرة النارية على مستوى الرأس وفي أنحاء أخرى من جسديهما، تم نقلهما إلى المستشفى الجهوي بكلميم، الذي شهد وقفة احتجاجية خاضها أهالي المنطقة التي يتحدر منها الضحية، قبل أن يخوضوا وقفة مماثلة أمام مركز الدرك الملكي.

وتعود تفاصيل الواقعة، حسب مصادر من عين المكان، إلى إقدام “بلطجية مافيا العقار”، التي تُعتبر كلميم من بين أكثر المناطق التي تنشط فيها بكثافة في الجنوب، على حفر خندق ووضع علامات على وعاء عقاري شاسع تمهيدا للسطو عليه، وهو ما حدا بسكان المنطقة إلى استقدام جرار والشروع في حرث الأرض منعا للسطو عليها.

غداة ذلك، تدخلت عناصر الدرك الملكي والسلطة المحلية وأوقفت عملية الحرث، بدعوى أن الأرض متنازع عليها، واستمر الوضع على ما هو عليه إلى حدود يوم أمس، حيث تفاجأ سكان المنطقة بإقدام شخصين غريبين على تشييد بناءٍ على أرضهم، وعندما تدخلوا لمنعهم، وُوجهوا بالرصاص الحي.

وحذر سكان المنطقة من أن يؤدي عدم التعامل بحزم مع “مافيا العقار” التي تسعى إلى السطو على أراضيهم إلى ما لا تحمد عقباه، بعد أن لجأت إلى استعمال الرصاص الحي لترهيب أصحاب الأرض الأصليين.

وطالب أحد المصابين، في مقطع فيديو من المستشفى الجهوي بكلميم حيث يرقد حاليا بعد إصابته بطلْق ناري على مستوى الكلية والرّجل، السلطات بأن تتدخل لحماية السكان حتى لا يفقدوا ممتلكاتهم العقارية.

وما زال الشخصان اللذان أصيبا بأعيرة نارية خلال الحادث يتلقيان العلاج بالمستشفى المذكور، فيما راج خبر غير مؤكد بأن الشخصين اللذين أطلقا النار على السكان تم اعتقالهما، وأن التحقيق يجري معهما من طرف الدرك الملكي.

وحسب إفادات من عين المكان، فإن سكان جماعة أسرير قدموا منذ شهرين إلى وكيل الملك شكاية ضد الشخصين اللذين أطلقا عليهما النار، وهما معروفان بالانتماء إلى “مافيا العقار”، لكن تم حفظها.

hespress.com