وسّع مركز إيواء الأشخاص بدون مأوى في خريبكة دائرة اشتغاله في المجال الاجتماعي والإنساني، بعدما سطّر الائتلاف المغربي للصحة والبيئة وحماية المستهلك، بصفته الجمعية المسيّرة للمركز، مجموعة من الخدمات المندرجة ضمن الإجراءات الاحترازية الرامية إلى الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، سواء داخل المركز الاجتماعي أو خارج أسواره.

خدمات تراعي الاحتياجات

المركز الاجتماعي لإيواء الأشخاص بدون مأوى بخريبكة يعمل، منذ أول يوم ظهرت فيه جائحة كورونا بالمغرب، على توفير المسكن والمأكل والمشرب والتطبيب والملبس للمتشردين المغاربة الذين كانوا يتخذون من شوارع مدينة خريبكة ملجأ لهم، إضافة إلى توفير جناح خاص بالأشخاص بدون مأوى القادمين من دول جنوب الصحراء، من أجل حمايتهم من الإصابة بالفيروس.

ويستفيد نزلاء المركز، المغاربة منهم والأجانب، من وجبات غذائية كاملة ومتناسبة مع شهر رمضان، إذ يتم توفير السحور والفطور والعشاء للصائمين والصائمات، ووجبات الفطور والغذاء والعشاء للأجانب غير المسلمين، رفقة النزلاء المغاربة المتقدمين في السن غير القادرين على الصيام، إضافة إلى تخصيص حيز زمني لعرض فقرات تنشيطية للترفيه على المستفيدين من خدمات المركز.

وجبات محلية وتطبيب مستمر

وتفاديا لإطعام النزلاء بالوجبات السريعة، تقوم العاملات في المركز بإعداد الوجبات الغذائية داخل مطبخ المركز، بما في ذلك الفطائر والحلويات، من أجل خلق أجواء رمضانية من شأنها أن تخفّف عن النزلاء قسوة الابتعاد عن أحضان عائلاتهم لأسباب تختلف من نزيل إلى آخر، إلى جانب مهاجرين ساقتهم الأقدار إلى مدينة خريبكة في ظل الأزمة العالمية المرتبطة بانتشار فيروس كورونا.

ومن أجل الرفع من درجة الوقاية داخل المركز، يحرص القائمون على تسييره على إجراء فحوصات مستمرة للنزلاء، بعدما تمّ تجهيز المرفق بما يُشبه مصحة صغيرة تضم سريرا طبيا وجهازا للتنفس الاصطناعي، إلى جانب باقي الأجهزة الطبية الخاصة بقياس درجة الحرارة عن بعد، وقياس ضغط الدم.

للمرضى والحوامل نصيب

وإلى جانب الخدمات المقدمة داخل المركز، خصص الائتلاف المغربي للصحة والبيئة وحماية المستهلك سيارة إسعاف على مدار اليوم، ووضعها رهن إشارة النساء الحوامل بمدينة خريبكة، بهدف نقلهن في أي وقت من منازلهم إلى دور الولادة. كما تم وضع سيارة الإسعاف أيضا في خدمة المرضى بالقصور الكلوي الراغبين في التنقل من منازلهم إلى مراكز تصفية الدم.

وقال عبد الجليل جعداوي، رئيس الائتلاف المغربي للصحة والبيئة وحماية المستهلك، إن “الخدمات التي يقدمها المركز تهدف إلى مواكبة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة للحد من انتشار الوباء، عبر التنسيق بين الائتلاف والسلطات الإقليمية والمحلية والمجمع الشريف للفوسفاط والتعاون الوطني”.

التطبيب والتدابير الاحترازية

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “عدد نزلاء المركز يفوق 70 شخصا، يستفيدون جميعا من التغذية والمبيت والتحسيس والمتابعة الطبية”، مشيرا إلى أنه “كلما أصيب أحد النزلاء بوعكة صحية إلا وتلقى العلاجات على وجه السرعة، سواء داخل المركز الاجتماعي ذاته أو بالمركز الاستشفائي الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة”.

وعن الوافدين الجدد على المركز، أوضح جعداوي أنه “قبل استقبال أي نزيل يُحال على المركز الاستشفائي الإقليمي، ويخضع لفحوصات طبية للكشف عن الأمراض المزمنة أو المعدية، وحين تتأكد سلامته يتم استقباله في قاعة خاصة للاستفادة من خدمات المركز بمعزل عن باقي النزلاء، حيث يقضي حوالي أسبوعين للتأكد التام من سلامته من فيروس كورونا”.

التفاتة إلى السجناء والمتعافين من كورونا

وأوضح رئيس الائتلاف المغربي للصحة والبيئة وحماية المستهلك أنه “إلى جانب الخدمات المذكورة، يعمل الائتلاف، بتنسيق مع السلطات المختصة، على توفير وسائل النقل لفائدة السجينات والسجناء الذين أنهوا فترات عقوبتهم، إذ يتم استصدار الوثائق والتراخيص اللازمة لنقلهم من بوابة السجن المحلي خريبكة 2 إلى منازلهم”.

وبخصوص المصابين أو المتعافين من فيروس كورونا بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني بخريبكة، أوضح جعداوي أن “الائتلاف يوزع حقائب بها ملابس داخلية وخارجية ولوازم استحمام ونظافة على المتعافين من الفيروس، ويتكلف بنقلهم من المرفق الصحي إلى فندق خصّصته السلطات الإقليمية لاستقبال المتعافين من الفيروس، من أجل قضاء فترة نقاهة إلى حين التأكد التام من عدم عودة الأعراض، قبل نقلهم إلى منازل أسرهم”.

وإلى جانب الخدمات المقدمة للمتشردين داخل المركز، والخدمات المقدمة للمصابين والمتعافين من كورونا على صعيد مدينة خريبكة، يشارك الائتلاف المغربي للصحة والبيئة وحماية المستهلك في عمليات التعقيم بمداخل المدينة، ويتكلّف أيضا بإجراءات الدفن كلما تم تسجيل حالة وفاة بسبب كورونا بإقليم خريبكة، بتنسيق مع السلطات الإقليمية والمحلية والمصالح الجماعية والطبية.

hespress.com