قال الدكتور عادل العبودي، طبيب بالمركز الجهوي للتحاقن بالدم في تطوان، إن المركز يرفع تحديا كبيرا لتوفير مخزون منتظم ومستمر من مادة الدم، بتعاون مع شركاء من المجتمع المدني وعدد من الفعاليات، خاصة أن المركز “يعتبر مزودا رئيسا لمستشفى تطوان والمدن المجاورة، كمرتيل والمضيق والفنيدق بالإضافة إلى وزان وشفشاون.

وأوضح المتحدث ذاته أنه وتفاعلا مع الوضعية الاستثنائية التي يعيشها مركز تحاقن الدم أطلقت جمعية ابتسامة للمتبرعين بالدم بمدينة تطوان حملة طيلة شهر رمضان، ترمي إلى حث المواطنين على المساهمة في توفير أكياس الدم، مع تسهيل عملية التنقل الليلي.

وأضاف العبودي أن هذه الحملة الليلية، التي رأت النور تحت إشراف إدارة المستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان وبتنسيق مع السلطات المحلية بالحمامة البيضاء، مكّنت من توفير ما يقارب 500 كيس من الدم إلى حدود اللحظة، و80 صفيحة دموية.

وأشار الطبيب بالمركز الجهوي للتحاقن بالدم في تطوان إلى أن حملة التبرع عرفت إقبالا كبيرا من لدن المواطنين الذين توافدوا على المركز يومي الاثنين والخميس طيلة شهر رمضان المبارك، بهدف الحرص على أهمية نشر ثقافة التبرع بالدم بين الأجيال الصاعدة.

وشدد الدكتور العبودي، في تصريح لهسبريس، على ضرورة إطلاق حملات تحسيسية وتوعية داخل المدارس والجامعات، من أجل تصحيح المفاهيم الخاطئة المتداولة بشأن التبرع بالدم؛ “وذلك للحفاظ على مخزون منتظم ومستمر من هذه المادة الحيوية داخل مراكز التحاقن بالدم”.

ونفى المتحدث ذاته المفاهيم الخاطئة المنتشر بشأن حملات التبرع بالدم، من قبيل إعادة بيع أكياس الدم للمرضى أو إمكانية إصابة متبرع ما بمشاكل صحية بعد العملية، مشددا على أن كل شخص يمكنه الانخراط في العملية دون أي خوف شريطة أن يكون بالغا من العمر بين 18 و60 سنة ووزنه أكثر من 50 كيلوغراما ولا يعاني من أي نوع من الأمراض المزمنة من قبيل السكري والضغط الدموي والربو أو أي أمراض أخرى تمنع صاحبها من التبرع بالدم والتي يتم كشفها بعد التحاليل.

وأوضح الطبيب بالمركز الجهوي للتحاقن بالدم بتطوان أن “كيسا واحدا من الدم بإمكانه إنقاذ حياة 3 أشخاص”، لافتا إلى “ثلاثة عناصر أساسية تكون هذه المادة الحيوية وهي الكريات الحمراء والبلازما والصفائح الدموية”، مشيرا إلى أن دراسات أنجزت تفيد بأن بين كل 10 أشخاص يدخلون المستشفى في العالم يوجد واحد على الأقل في حاجة إلى نقل الدم، وفي كل 3 ثوانٍ في العالم قد تنقذ حياة شخص واحد على الأقل عبر عملية نقل الدم.

وحول فوائد التبرع بالدم، يضيف العبودي أن له فوائد جمة، “إذ تقوم بتحفيز خلايا الدم والدورة الدموية والجهاز المناعي”، مضيفا أن المتبرعين بالدم يكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين والجلطات الدماغية والجلطات القلبية، كما يكونون أقل عرضة للإصابة بالسرطانات، لافتا إلى أن المتبرع بالدم يستفيد كذلك من تحاليل مجانية تهم فصيلة الدم وتحاليل أخرى مثل فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) والوباء الكبدي من نوع “ب” و”س”، علاوة على مرض الزهري (السفلس).

hespress.com