نجح عشرات الأشخاص، في الأيام الأخيرة، في دخول إقليم تنغير مشيا أو على متن الدراجات الهوائية، قادمين من مدن مغربية عدة لقضاء فترة الحجر الصحي رفقة عائلاتهم، على الرغم من فرض حالة الطوارئ الصحية ومنع تنقل المسافرين بين المدن من طرف السلطات العمومية.

توافد عشرات الأشخاص على إقليم تنغير، عبر طرق غير محروسة، جعل جمعويين يتخوفون من تفشي الوباء في الإقليم عبر الأشخاص الذين قد يكونوا مصابين أو خالطوا حالات مصابة.

إبراهيم بورحيم، فاعل جمعوي بدائرة بومالن دادس، قال في تصريح لهسبريس إن “عددا كبيرا من أبناء الإقليم العاملين بمدن الداخل توافدوا على مناطق الإقليم في الأيام الأخيرة، معتمدين على مجموعة من الوسائل، ومنهم من وصل مشيا”.

وأضاف الجمعوي ذاته أن “هؤلاء الوافدين يشكلون خطرا على الإقليم”، موضحا أن “غالبيتهم يتسللون بطرق غير شرعية، راجلين أو على متن الدراجات الهوائية والسيارات الخاصة والشاحنات”، داعيا إلى “تكثيف المراقبة من أجل تعقب هؤلاء الوافدين وإخضاعهم للحجر الصحي، حفاظا على سلامتهم وسلامة عائلاتهم، والمجتمع بصفة عامة”، بتعبيره.

من جانبه، قال صالح بنعيسى، فاعل حقوقي بتنغير، إن “بعض أبناء إقليم تنغير القادمين من مدن مغربية عدة نجحوا في التسلل إلى الإقليم عبر سلك طرق جبلية”، مشيرا إلى أن “منهم من جاء من مدن سجلت بها العشرات من الإصابات بفيروس كورونا المستجد، الأمر الذي يجعل الساكنة تتخوف من تفشي الوباء”.

وطالب الجمعوي ذاته هؤلاء الوافدين بـ”إبلاغ السلطات المختصة عن دخولهم الإقليم، لإخضاعهم للتحاليل المخبرية الضرورية أو وضعهم في الحجر الصحي، من أجل حمايتهم وحماية الإقليم من هذا الوباء الخطير”، مشيرا إلى أن “بعض هؤلاء الأشخاص يصلون الإقليم عبر وسائل النقل السري بعد أدائهم مبالغ مالية كبيرة، وهو ما يجب الانتباه إليه من طرف السلطات الأمنية”، على حد قوله.

مصدر أمني مسؤول بإقليم تنغير أوضح أن “السلطات العمومية تمكنت في الأسابيع الأخيرة من توقيف عدد من الأشخاص المتسللين إلى الإقليم بطرق غير قانونية، وتم نقل عدد منهم إلى المستشفى لإخضاعهم للتحاليل المخبرية للتأكد من سلامتهم”.

وأضاف المسؤول ذاته، في تصريح هاتفي لهسبريس، أن “تعقب هؤلاء الوافدين ومراقبة تحركاتهم يتم بتنسيق مع السلطة المحلية والدرك الملكي والقوات المساعدة والأمن الوطني وأعوان السلطة”، مشيرا إلى أن الخطة الاستباقية المعمول بها في هذا الإطار مكنت من توقيف أحد الوافدين ببومالن دادس عبر دراجته الهوائية، وبعد إخضاعه للتحاليل تأكدت إصابته بالوباء.

وأبرز المتحدث أن السلطة الإقليمية تحرص على الوقوف على تطبيق التعليمات الصحية في مواجهة جائحة كورونا، مشيرا إلى أن هناك تعليمات صارمة من أجل عدم التساهل مع هؤلاء الوافدين وضرورة نقلهم إلى المستشفى لإخضاعهم للتحاليل الضرورية ووضعهم في الحجر الصحي إلى حين التوصل بالنتائج.

ودعا المسؤول الأمني الأشخاصَ المتنقلين نحو إقليم تنغير بطرق غير قانونية إلى التحلي بالروح الوطنية والتوجه إلى المصالح الأمنية والصحية لوضعهم في الحجر الصحي للمدة القانونية، أو إلى غاية التأكد من خلوهم من فيروس كورونا المستجد.

hespress.com