لم تبد السلطات الألمانية أي موقف رسمي بشأن خرجات المعتقل الإرهابي السابق المقيم على أراضيها محمد حاجب، التي دعا فيها بشكل واضح إلى القيام بهجمات إرهابية في المغرب، وهي تصريحات وصفتها مجلة “جون أفريك” الفرنسية بـ”الخطيرة” و”الصادمة”، معبرة عن اندهاشها لعدم تحرك سلطات برلين للبحث في فحوى هذه الرسائل الإرهابية.
وأثار شريط بث على مواقع التواصل الاجتماعي وتناقلته تطبيقات التراسل الفوري، يظهر فيه المعتقل السابق في قضايا الإرهاب والتطرف محمد حاجب وهو يشيد بـ”الانتحار الإرهابي” ويشرعن “الموت مع قوات حفظ النظام خلال التجمهرات العرضية ضد الدولة”، (أثار) موجة من ردود الفعل.
وعلى الرغم من الطبيعة المقلقة لهذه الدعوات إلى القتل، ما يزال محمد حاجب يقضي أياما هادئة في ألمانيا.
ومن جانب السلطات الألمانية، لم يتم تسجيل أي رد فعل حتى الآن.
ودعا محمد حاجب، المعتقل السابق في قضايا الارهاب، علانية، “الراغبين في الانتحار بتنفيذ هجمات في المغرب”. وفي ألمانيا حيث يعيش، لم تتخذ السلطات أي رد فعل حتى الآن.
وقالت مجلة “جون أفريك” الفرنسية إن “حاجب، المعتقل السابق بتهمة الإرهاب، دعا في مقطع فيديو بث على قناته على موقع يوتيوب في أوائل مارس، الذين يرغبون في إنهاء حياتهم إلى القيام بذلك (بشرف)؛ إذ بدلا من أن تقتل نفسك، نفذْ هجمات انتحارية”.
وخصّصت “جون أفريك” مقالا جديدا حول قضية الإرهابي محمد حاجب، الذي يسب المؤسسات الدستورية المغربية من بلاد “الجرمان”، لكنها ركزت على الرسائل العنيفة التي تتضمنها الفيديوهات التي يبثها على قناته، من بينها قوله: “إذا تغلبت على الخوف من الموت إلى درجة الرغبة في إنهاء حياتك، فافعل ذلك كرجال ونساء جديرين بهذا الاسم، وخذ معك هذه الكلاب التي تحيط بك، بدلا من أن تخسر حياتك بلا داع وتظهر أمام الله منتحرا، اخدم قضيتك بشرف ومت وأنت شهيد”.
وأثارت هذه الدعوات إلى العنف وتنفيذ هجمات إرهابية على أرض المغرب موجة من ردود الفعل القوية، بما في ذلك من جانب التيار السلفي المغربي.
فقد قال المعتقل السابق بوشتى الشارف مخاطبا حاجب: “أنت إرهابي جبان!”.
ووفقا للمعتقل الشارف الذي شارك حاجب الزنزانة، فهذا الأخير “الذي يقدم نفسه على أنه من أتباع جماعة التبليغ سيذهب إلى حد رسم وشم على جسده باستخدام الحناء والغسول لمحاكاة آثار التعذيب”. كما أشار إلى وجود صلات بين محكوم سابق بالإرهاب والقاعدة.
وأوردت “جون أفريك” أن “حاجب يعيش حياة عادية في ألمانيا على الرغم من طبيعة الخطاب الذي يصدره عبر قناته التي تضم عددا من الفيديوهات العنيفة”.
وتأتي هذه الخرجات في وقت تعرف فيه العلاقات بين المغرب وألمانيا نوعا من البرود، على خلفية تراكم التوترات الدبلوماسية بينهما. وتحدثت مذكرة لناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، عن “سوء تفاهم عميق” بين البلدين.
ومن بين بواعث الأزمة، قضية الصحراء وشبهات تدخل المؤسسات الألمانية الموجودة في المملكة في الشؤون الداخلية للبلاد، وقضية محمد حاجب الذي ترى السلطات المغربية أن ألمانيا غير متعاونة بشأنه.