يعرف ملف “تزوير دبلومات مزاولة الصيدلة”، الذي فجره الصيدلاني محمد الزروالي قبل أسابيع، تطورات، بعد توجيه سؤال في الموضوع من طرف أحد الفرق النيابية بمجلس النواب إلى كل من وزير الشؤون الخارجية ووزير التربية الوطنية.

وكان محمد الزروالي قد أدلى بتصريحات في ندوة صحافية الشهر الماضي، أكد فيها أن بعض الصيادلة يشتغلون بدبلومات مزيفة متحصل عليها من أوروبا الشرقية، تتضمن أختاما مزورة لوزارة الخارجية، إضافة إلى تزوير شهادات الباكالوريا، على حد تعبيره.

وبالرغم من خطورة المعطيات التي قدمها الزروالي، والوثائق التي أدلى بها، وهي عبارة عن دبلومات مزورة، فإن الجهات المعنية بالموضوع، وهي وزارة الخارجية ووزارة التربية الوطنية، لم يصدر منها أي توضيح في الموضوع إلى حد الآن، في انتظار جوابهما عن السؤال الموجه إلى الوزيرين المعنيين بمجلس النواب.

وإضافة إلى الوزارتين المذكورتيْن، يحمّل الزروالي مسؤولية “تزوير” دبلومات مزاولة مهنة الصيدلة إلى المجلس الوطني لهيئات صيادلة المغرب، باعتباره الجهة التي تمنح تراخيص مزاولة المهنة، وأشار المتحدث في تصريح لهسبريس إلى أنه “يتعرض لضغوطات من أجل طي هذا الملف”، على حد قوله.

في المقابل قال حمزة اكديرة، رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة، إن المعلومات التي يروجها الزروالي بخصوص تزوير دبلومات مزاولة مهنة الصيدلة “أثبتت الأبحاث أنها غير صحيحة”، مشيرا إلى أن الدبلومات تخضع لتدقيق صارم قبل حصول أصحابها على ترخيص مزاولة مهنة الصيدلة.

بخصوص الدبلومات التي يتم تحصيلها من الخارج، قال اكديرة، في تصريح لهسبريس، إن عملية التحقق منها تبدأ من وزارة الخارجية، عبر السفارات المغربية، التي تحصل على إثبات صحة الدبلوم من الجامعة التي أصدرته، مضيفا: “الدبلومات التي تصلني كرئيس للمجلس الوطني لهيئة الصيادلة تأتي عن طريق القنوات الدبلوماسية”.

وأردف اكديرة أن الدبلومات تخضع أيضا لتأكيد مطابقتها للدبلومات الوطنية، حيث تُحال من طرف وزارة التعليم العالي على أساتذة كليات الطب والصيدلة، ويرفعون بشأنها تقريرا إلى الوزارة، قبل أن تعطي هذه الأخيرة الموافقة النهائية عليها، وبناء على ذلك يسلّم المجلس الوطني لهيئة الصيادلة الترخيص بمزاولة المهنة لصاحب الدبلوم.

ويتوفر محمد الزروالي على ملف يضم دبلومات قال إنه “متأكد تماما أن الأختام الممهورة بها، ومنها أختام وزارة الخارجية المغربية وقنصليات وسفارات مغربية بالخارج وتوقيعات وزارة التربية الوطنية، مزورة، إضافة إلى أختام دول أجنبية مزورة أيضا”، على حد تعبيره.

وفيما لم تقدم وزارتا الخارجية والتربية الوطنية أي توضيح إلى حد الآن، قال رئيس المجلس الوطني للصيادلة إنه لما جاء إلى منصبه على رأس المجلس وضع مسطرة أكثر فعالية من أجل التأكد من مطابقة الدبلومات المحصلة من الخارج لنظيرتها المسلمة من كليات الطب والصيدلة بالمغرب.

وأشار إلى أن النظام الذي وضعه هو نفسه المعتمد في سويسرا، حيث يجتاز المتقدمون بطلب الحصول على ترخيص مزاولة مهنة الصيدلة لاختبار دقيق، من أجل التأكد من تملكهم للكفاءة المطلوبة.

وجوابا عن سؤال حول وجود صيادلة يعملون، حاليا، بدبلومات مزورة، قال اكديرة: “أنا ماشي بوليسي باش نقول واش كاين تزوير ولا لا. إيلا كان شي تزوير فهناك مساطر يمكن اتباعها”.

hespress.com