أياما قليلة ويحلّ على المغاربة شهر رمضان الذي يعرف زيارة مطردة في كمية الاستهلاك، نظرا إلى التغير الكلي لنمط العيش المحلي؛ ما يطرح على الشركات الوطنية تحديات كبرى بخصوص تموين السوق الوطنية في ظل الظرفية الحرجة لجائحة “كورونا”؛ بينها شركة “مجابن Bel المغرب”، التي تسهر على الاستجابة للطلب الوطني المتزايد في هذا الشهر الاستثنائي.

وتواصل المجموعة سالفة الذكر وتيرة الاشتغال بشكل عادي، بعد تأمينها لاحتياجات المغاربة خلال الشهر المقبل؛ وهو ما عاينته هسبريس بمصنع مدينة طنجة، المتموقع بالمنطقة الصناعية “مغوغة”، الذي يضمن التموين المستمر للسوق وفق الضوابط والقواعد الصحية الصارمة.

ويعد مصنع طنجة، الذي شرع في عملية الإنتاج سنة 1983، أول مصنع من حيث الحجم في إنتاج الجبنة المذابة لدى مجموعة Bel، ويعتبر أيضا موقعا نموذجيا من حيث ضمان الجودة والأداء الصناعي المتميز؛ الأمر الذي جعله يصنّف من بين أكبر معامل المجموعة بالعالم.

وبمناسبة شهر رمضان، عقدت المجموعة زيارة صحافية لوسائل الإعلام الوطنية، الخميس، اطلعت من خلالها على وتيرة الإنتاج، وطبيعة الإجراءات الاحترازية التي يتم اتخاذها للحفاظ على سلامة العمال من جهة، وضمان السلامة الغذائية المطلوبة من جهة ثانية.

وفي هذا الصدد، قال شكيب الصديقي، المدير العام لشركة “مجابن بل المغرب”، إن “الشركة قررت تنظيم أبواب مفتوحة لفائدة الصحافة الوطنية قصد التواصل مع الرأي العام بشأن حيثيات شهر رمضان المبارك، الذي يعرف ضغطا كبيرا على المنتجات الغذائية”.

وأضاف الصديقي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الشركة على أتم الاستعداد لحلول رمضان المبارك، حيث توجد منتجات وافرة من الأجبان ستلبي جميع احتياجات السوق الوطنية، سواء من حيث الكم أو الكيف، مع الاحترام الكلي لظروف السلامة الصحية والجودة”.

ويتوفر المصنع على مجموعة من الورشات متعددة التخصصات، التي تتوزع بين صناعة الأجبان والعلامة التسويقية للشركة والتخزين والتغليف، وتتم تلك العمليات في إطار تدابير وقائية صارمة لاحظتها الجريدة، حيث يتم وضع أبواب أوتوماتيكية باللون الأحمر في “المناطق الحساسة” التي يمنع الدخول إليها من طرف أي شخص باستثناء العاملين بالورشة.

ويتوفر المصنع، كذلك، على مختبرات تقنية تناط بها مهمة القيام بالتحاليل الضرورية لمنتجات المجموعة قبل إخراجها للأسواق، إلى جانب تخصيص آلات تكنولوجية متطورة تعهد إليها وظيفة التحقق التقني الصارم من مكونات الأجبان؛ الأمر الذي يضمن السلامة الغذائية لكل ما يتم إنتاجه داخل المعمل.

من جهته، أفاد أحمد الأندلسي، مدير الموارد البشرية بمجموعة “مجابن بل المغرب”، بأن “الإنتاج بدأ بمصنع مدينة طنجة الكائن بالمنطقة الصناعية مغوغة منذ سنة 1983، فيما شرعت الشركة في إنتاج المجابن بالمملكة منذ 1977″، ثم زاد: “يعتبر مصنع طنجة من أكبر معامل مجموعة Bel بالعالم، ويصنف أيضا ضمن أكبر معامل المجابن بإفريقيا”.

وأوضح الأندلسي، في حديث مع هسبريس، أن “الشركة تزود السوق الوطنية باحتياجاتها الكلية؛ فيما تقوم بتصدير منتجاتها صوب الشرق الأوسط وإفريقيا جنوب الصحراء، بفضل مجهودات 300 عامل”، مؤكدا أن “الشركة تتوفر على جميع شهادات السلامة الصحية والجودة الغذائية”.

وتابع بالشرح: “عشنا سنة عصيبة بسبب تداعيات كوفيد-19؛ لكننا لم نتوقف عن العمل بسبب احتياجات السوق الوطنية خلال الطارئ الصحي، الأمر الذي طرح تحديا جسيما يتعلق بالحفاظ على سلامة العمال؛ غير أننا نجحنا في كسب الرهان”.

وأورد المسؤول عينه أن “المجموعة ساهمت بـ5 ملايين درهم في إطار الصندوق المخصص لكورونا، فضلا عن مساهمتها بـ2 مليون درهم لفائدة الجمعيات التي تنشط في مجال مساعدات الفئات المعوزة”، ليخلص إلى أن “المجموعة تحرص على توفير كل منتجاتها بشكل وافر في شهر رمضان، بالموازاة مع مساعدة الجمعيات التي تشتغل مع الطبقة المعوزة”.

وتحرص شركة “مجابن Bel المغرب” على إيلاء أهمية قصوى لعناصر الجودة، والسلامة الغذائية، واحترام المعايير والضوابط الاجتماعية والبيئية، وفق منظومة التطوير المستمر لنظم الإنتاج والعمل؛ حيث توجت كل هذه المجهودات بحصولها على العديد من الشواهد الدولية المرجعية.

وتجسيدا لمسؤوليتها الاجتماعية والمواطنة، تولي “مجابن Bel المغرب” أهمية قصوى لتقليص البصمة البيئية عبر الاستثمار في تنفيذ برامج مبتكرة للإنتاج الذاتي داخل مصنع طنجة، حيث تتضمن هذه البرامج مخططات لتقليص استهلاك الماء والطاقة، مع معالجة وتثمين النفايات.

وقد أحدثت مجموعة “Bel” سنة 1865، وهي عبارة عن مقاولة عائلية استأنفت نشاطها على الصعيد الدولي في سنة 1929، لترتقي بعد ذلك إلى علامة دولية رائدة في مجال تصنيع الأجبان الصحية بجودة عالية، إذ توظف المجموعة 12.600 عامل عبر العالم، وتتوفر على 30 فرعا موزعا على القارات الخمس، و32 موقعا للإنتاج في مستوى التكنولوجيات الحديثة.

وتم الشروع في تسويق “لافاش كيري” بالمغرب سنة 1972، بينما بدأت المجموعة في إنتاجها بمصنع “Bel” طنجة سنة 1977، ما جعلها تكتسب شهرة واسعة لدى الصغار والكبار؛ في حين شرعت المجموعة في إنتاج علامة “كيري” بطنجة عام 1981، حيث تمكنت بدورها من اكتساب شهرة واسعة بالسوق المغربية.

[embedded content]

hespress.com