خلف تنامي ظاهرة الباعة الجائلين بمناسبة شهر رمضان على مستوى مختلف مقاطعات الدار البيضاء قلقا واضحا في صفوف أصحاب المحالّ التجارية، بسبب الفوضى التي يحدثونها.
وعبر العديد من أصحاب المحالّ التجارية بالعاصمة الاقتصادية عن تذمرهم من تنامي الظاهرة، خصوصا خلال هذه الأيام من شهر رمضان، دون تدخل السلطات المحلية لوضع حد لها وتنظيم هؤلاء الباعة.
ولفت أصحاب المحالّ التجارية المعنيون، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن الباعة المتجولين صاروا يحتلون مختلف الشوارع ويتواجدون ببوابات المحالّ، الأمر الذي يمنع الزبائن من ولوجها، ناهيك عما يخلفونه من أزبال وغيرها.
وأكد في هذا الصدد الشرقاوي نصفي، الكاتب العام لجمعية تجار وحرفيي المركب التجاري والحرفي ليساسفة، أن ظاهرة الباعة الجائلين “صارت متفشية في جميع الأسواق والشوارع بالدار البيضاء وغيرها، وتؤثر بشكل كبير على أصحاب المحالّ التجارية”.
وشدد الشرقاوي، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن أصحاب المحالّ التجارية يعانون من تنامي الظاهرة، وزاد موضحا: “صارت محلاتنا تعاني من منافسة غير شريفة، على اعتبار أن عربات الباعة تقدم المنتجات نفسها التي نعرضها بأثمان مختلفة، نظرا لكون أصحابها لا يكترون محلا ولا يؤدون الضرائب”.
وأضاف رئيس الجمعية المذكورة: “في وقت نؤدي الضرائب فإن الباعة الجائلين يثقلون كاهل الجماعة بالأزبال التي يخلفونها وراءهم”، مطالبا بضرورة التدخل لهيكلة هذا القطاع، “تفاديا لمزيد من الإضرار بأصحاب المحالّ التجارية الذين تعرض بعضهم للإفلاس بسبب انتشار أصحاب العربات المجرورة أمام محالّهم ومنعهم الزبائن من الولوج إليها”.
من جهة ثانية، وعلى مستوى درب غلف بالمعاريف، فإن ظاهرة الباعة الجائلين صارت تقلق راحة المواطنين قبل أصحاب المحالّ التجارية، ما يستوجب تدخلا من لدن السلطات ومقاطعة المعاريف لإيجاد حل لهذه الظاهرة.
وخرج في هذا الصدد رشيد بوطالب، رئيس المكتب الجهوي لأرباب المخابز العصرية والتقليدية بجهة الدار البيضاء سطات، ليعبر عن استيائه من هذا الوضع على مستوى درب غلف، ومما أسماها الخروقات والتجاوزات التي تتم، داعيا السلطات إلى التحرك في هذا الاتجاه.
وكتب بوطالب على صدر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن الفوضى التي تعرفها بعض المناطق في درب غلف أمام المحالّ التجارية “يتسبب فيها الباعة الجائلون وحراس السيارات بدون ترخيص”.
وقال المتحدث نفسه: “هؤلاء الباعة ينسفون كل الجهود التي نقوم بها في التعقيم والتنظيم، في تحد صارخ للتدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية، كما يحتلون الملك العمومي ولم يتركوا لنا متنفسا للعمل بسلام”.
وأكد بعض المهنيين الذين رفضوا ذكر أسمائهم تفاديا للدخول في مشاجرات مع الباعة الجائلين أَن هؤلاء “يمارسون قانون الغاب ويتحدون السلطات المحلية، ويعرضون منتجاتهم وسلعهم أمام المحالّ دون حسيب ولا رقيب، ما جعل الكثير من الزبائن يتفادون القدوم إليها”.
ويطالب أصحاب المحالّ التجارية بالدار البيضاء السلطات المحلية بالتدخل لإنهاء فوضى الباعة الجائلين واحتلالهم الملك العمومي، ناهيك عن الازدحام الذي يحدثونه في حركة السير، دون نسيان عدم احترام التدابير الصحية في هذه الأسواق العشوائية.