محمد عبد الوهاب رفيقي
صورة: أرشيف

هسبريسالجمعة 16 أبريل 2021 – 02:40

اجتمع في “الشيخ” عبد الوهاب رفيقي ما تفرق في غيره؛ فالرجل الذي اشتهر بلقب “أبو حفص” عندما كان خطيبا في أحد مساجد فاس، حيث كانت تحج إليه الجماهير، باعتباره واحدا من شيوخ السلفية، سرعان ما وجد نفسه خلف القضبان بتهمة ظل ينفيها دائما، هي “التحريض على العنف”، وكان ذلك على خلفية الأحداث الإرهابية لـ16 ماي.

لكن المسيرة العلمية للرجل لم تكن لتتوقف، بل إنه دخل في سلسلة مراجعات حولته من “داعية” إلى “باحث في الشؤون الدينية” بنفحة حداثية، حتى إن الصحافة الدولية أصبحت تلقبه بـ”المدافع عن الدولة المدنية”. من ثم، لم يكن غريبا أن يكون واحدا من الذين جهروا بصوتهم في الترحم على الكاتبة والناشطة الحقوقية نوال السعداوي، بخلاف “الشيوخ الآخرين” الذين فضلوا الاستمرار في تكفيرها والدعوة إلى عدم دفنها في مقابر المسلمين، بينما ظل رفيقي يستحضر البعد الإنساني في الموت.

يقف “أبو حفص” اليوم بمظهره الحديث، وفي عز شهر رمضان، في مواجهة التيار الذي يحاول استعمال الدين لصناعة “موجة احتجاجية”، وقد عرضه ذلك لنقمة “جحافل فيسبوك”، لكن رفيقي أصر على تأكيد وجود خلفية سياسية لدى المحتجين المطالبين بفتح المساجد، عبر وقفات تدعو إلى خرق الحجر الصحي في رمضان؛ إذ يقول إن “معاينة الخرجات تكشف أنه لا يمكن على الإطلاق اعتبارها تلقائية وعفوية، وذلك من خلال حجم التنظيم ووضوح الشعارات التي يرفعها المحتجون”، ويضيف: “هناك جهات تحرك هذه الاحتجاجات. هذا السلوك غير مقبول، ويكسر عزيمة الخروج من حالة الطوارئ الصحية بأقل الأضرار”.

إنه “صوت العقل” ونموذج للمراجعة التي تؤدي إلى اندماج ناجح في المجتمع، بخلاف “مراجعات صورية” أعلنها آخرون وسرعان ما تبين أنها مجرد تقية وأن “الإرهابيين” لا يمكن أن يؤمنوا بدولة المؤسسات والحق والقانون.

hespress.com