تواصل فعاليات منطقة المزاب في الجنوب الشرقي الجزائري شكاويها من الحصار الذي تعانيه المنطقة على المستويين السياسي والاجتماعي، منذ اندلاع شرارة الانتفاضة سنة 2014 وشن السلطات حملة اعتقالات واسعة في صفوف النشطاء.

وتجدّدت تحرشات السلطات بالمنطقة، بعد حراك الجزائر، وإحساس السكان بالغبن جراء مقتل كمال الدين فخار، القيادي والوجه البارز في المنطقة، والذي توفي داخل السجن بسبب مضاعفات وقلة اهتمام، أنهكت صحته، قبل أن يستسلم بشكل نهائي.

وتستخدم السلطات تهم “المشاركة في أنشطة معادية” و”التحريض على الكراهية” و”العنف” و”حيازة أسلحة بيضاء محظورة”، و”تكوين تنظيم تخريبي” و”نشر وثائق ومنشورات معادية تحرض على الكراهية الإثنية”، من أجل وقف احتجاجات المنطقة.

عبد الله بوشطارت، كاتب وفاعل مدني أمازيغي، يقول إن الوضع في مدينة غرداية بمنطقة المزاب جنوب الجزائر، لا يزال على ما هو عليه منذ اندلاع الأحداث الأليمة سنة 2014 التي ذهب ضحيتها العديد من الضحايا وأدت إلى سجن الكثير من النشطاء؛ وهو وضع كارثي جدا، حسب المصرح لجريدة هسبريس الإلكترونية، تسبب فيه النظام الجزائري الذي يشن حربا عنصرية شنعاء ضد الأمازيغ المزاب ويستهدف خصوصيتهم المذهبية الإباضية التي تميزهم عن باقي المناطق في الجزائر.

ومنذ سنة 2014 إلى الآن، تتجدد الاحتجاجات في منطقة المزاب بمدينة “تاغردايت”، بمنطوق الأمازيغ، بفعل وجود احتقان شعبي وغضب كبير على النظام الجزائري الذي تورط في جرائم ضد الإنسانية؛ أولاها اغتيال الشهيد المناضل الكبير رمز قضية المزاب الدكتور كمال الدين فخار، يضيف بوشطارت.

وبعد اندلاع الحراك الشعبي في الجزائر وانخراط أمازيغ المزاب في احتجاجاته، تم اعتقال الدكتور فخار بشكل تعسفي، وبدون سبب في مارس 2019، ليتم اغتياله في السجن في شهر ماي، حسب ما أكد ذلك محاميه وأفراد أسرته.

ويردف الفاعل والكاتب الأمازيغي سالف الذكر أن جميع أبناء منطقة المزاب يطالبون، إلى حدود الساعة، بدون جدوى النظام الجزائري بفتح تحقيق نزيه في أسباب وظروف اغتيال الشهيد كمال الدين فخار الذي يعتبر أيقونة النضال الحقوقي في الجزائر.

hespress.com