تواصل إسبانيا معاكسة جهود المغرب في تكريس الوحدة الترابية للمملكة؛ فبعد الحديث عن رفضها المشاركة في مناورات “الأسد الإفريقي 2021” لأن جزءا منها سيقام لأول مرة في الأقاليم الجنوبية، اعتبرت إدارة الأمن القومي الإسباني (DSN) أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه “زاد من تعقيد الوضع”.

وتحدث تقرير رسمي لإدارة الأمن القومي، التابعة لرئاسة الحكومة الإسبانية، عن تطورات نزاع الصحراء في الأشهر الماضية، مشيرا إلى احتدام الصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو بعد أحداث الكركرات.

وجاء في التقرير الإسباني السنوي المقدم إلى البرلمان أن “اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء الغربية في دجنبر 2020، زاد من تعقيد الوضع”.

ويعتبر هذا موقفا إسبانيا رسميا يؤكد أن تصريحات وزيرة الخارجية الإسبانية في الموضوع ليست اجتهادا شخصيا، بل توجها للدولة الإسبانية التي ترغب في الاستمرار في وصايتها الاستعمارية على منطقة الصحراء.

وفي خضم الأزمة الحالية وتداعيات وصول آلاف المهاجرين غير النظاميين إلى سبتة ومليلية المحتلتين، أقر التقرير الحكومي الإسباني لسنة 2020 بانخفاض أعداد المهاجرين خلال العام الماضي بنسبة 27 بالمائة مقارنة مع 2019.

وأشاد تقرير الأمن القومي الإسباني، الذي اطلعت عليه هسبريس، بتعاون المغرب في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، مؤكدا أنه بفضل هذا التعاون تم “التمكن من الحد من تدفقات الهجرة عن طريق البحر في منطقة البحر الأبيض المتوسط”.

ويرفض المغرب هذه المقاربة الإسبانية الانتقائية؛ إذ تحرص مدريد على التمسك بالشراكة مع المغرب في قضايا الهجرة والإرهاب لكنها تعمد إلى الإضرار بمصالح المملكة المغربية الاستراتيجية من خلال استضافة زعيم جبهة البوليساريو بطريقة مثيرة بتعاون مع المخابرات الجزائرية.

ولأول مرة، وجه المغرب تحذيرا رسميا إلى إسبانيا بخصوص مواقفها المعادية لملف الصحراء، التي أعلنتها بشكل علني بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء.

واعتبرت كريمة بنيعيش، سفيرة المغرب في مدريد، أن الأزمة الحالية كشفت “الدوافع الخفية ومخططات بعض الأوساط الإسبانية التي مازالت تلح على الرغبة في الإضرار بالمصالح العليا للمملكة منذ استرجاع الصحراء المغربية سنة 1975”.

وتساءلت الدبلوماسية المغربية ما إذا كانت التصريحات الأخيرة لوزيرة الخارجية الإسبانية “خطأ شخصيا”، أم إنها تعكس “النوايا الحقيقية لبعض الأوساط الإسبانية المعادية للوحدة الترابية للمملكة، القضية المقدسة للشعب المغربي ولكل القوى الحية للأمة”.

ويرتقب أن تتفاقم الأزمة بين المغرب وإسبانيا في حالة تأكد قرار وزارة الدفاع الإسبانية مقاطعة أضخم مناورات عسكرية في إفريقيا يحتضنها المغرب برعاية أمريكية ما بين 7 و18 يونيو المقبل.

وبررت إسبانيا عدم المشاركة في هذه المناورات العسكرية بـ”أسباب مالية”، لكن مصادر حكومية إسبانية أكدت لصحيفة “إلباييس” أن “مدريد لا تريد أن تفسر مشاركتها بأنها اعتراف بمغربية الصحراء”.

hespress.com