بعد انتقال مرتزقة جبهة البوليساريو إلى مرحلة الدعوة إلى إشاعة الفوضى في مدن الصحراء المغربية، عبر إنشاء مجموعة على إحدى منصات التواصل الاجتماعي تدعو إلى التصفية الجسدية لمعارضي الطرح الانفصالي للجبهة من الصحراويين المقيمين في المغرب، توصل وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بمدينة العيون بشكاية في شأن السبّ والشتم والتهديد بالقتل، ضدّ مجموعة من الأشخاص الذين أنشؤوا، بتحريض من جبهة البوليساريو الانفصالية، مجموعة سمَّوْها “كتيبة التصدّي للخونة والعملاء والأعداء”.

وجاء في الشكاية التي رفعها إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالعيون بادي عبد ربو، وهو أحد الصحراويين الذي طالهم التهديد بالقتل من طرف مرتزقة البوليساريو، أن التهديدات بدأت تنهال عليه وزملائه في قناة على “يوتيوب” يفضحون فيها جرائم الجبهة في سجن الشهيد بتندوف، وصلت في الآونة الأخيرة إلى التهديد بالقتل.

وأشارت الشكاية إلى أنّ الدافع الحقيقي لإنشاء ما يسمى “كتيبة التصدي للخونة والعملاء والأعداء” رغبة إرهابيي البوليساريو في إخراس معارضيهم، ومنهم بادي عبد ربو، الذي فضح قتل “الجبهة” عددا من الشباب الصحراويين في سجن الرشيد بمخيمات تندوف، على التراب الجزائري، موثقا ذلك بشهادات ضحايا نجوْا من القتل.

ودفعت الضربات الكثيرة التي تعرضت لها البوليساريو خلال الآونة الأخيرة، وخاصة بعد أحداث تحرير معبر الكركرات واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة الكاملة للمغرب على الصحراء، الجبهة الانفصالية إلى محاولة إسكات أصوات معارضيها بهدف الحيلولة دون توسُّع دائرة الغضب عليها من طرف الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف على التراب الجزائري.

وأصبح معارضو البوليساريو المقيمون في المدن الجنوبية للمملكة تحت طائلة التهديد بالتصفية، فعلاوة على التهديدات الصادرة عما يسمى بـ”كتيبة التصدّي للخونة والعملاء والأعداء”، تصدر تهديدات مماثلة من أشخاص آخرين موالين للجبهة.

ومن بين المهددين بالقتل ناشط صحراوي يدعى بوزيد مولاي، كتب في صفحته على “فيسبوك” أنه تلقى تهديدا من طرف شخص ينتمي إلى عائلة تدعى أهل السويح للسكوت عن قيادة البوليساريو، تحت طائلة الانتقام منه في حال عدم استجابته لذلك.

وقال عبد ربو، مسؤول لجنة الإعلام والتواصل بحركة “صحراويون من أجل السلام”، التي أنشأها تيّار معارض للبوليساريو، في شكايته الموجهة إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالعيون، إن إنشاء الحركة التي تضمّ عددا من قيادات الجبهة سابقا، أجّج غضب هذه الأخيرة، لأن الحركة تسعى إلى صيغة سياسية توافقية لنبذ الحرب في الصحراء، والتوافق مع المغرب.

وأشارت الشكاية إلى أنّ المجموعة التي أنشأتها جبهة البوليساريو تحت مسمى “كتيبة التصدي للخونة والعملاء والأعداء والقبليين”، وتتبنى شعار “وراء العدو في كل مكان”، تضم أشخاصا يسكنون في الأقاليم التابعة لدائرة محكمة العيون، وآخرين يقطنون بموريتانيا وإسبانيا وفرنسا.

وأكد صاحب الشكاية أنّه وثّق كل التهديدات التي توصل بها عبر حامل ممغنط (قرص مدمج)، وكذا أرقام هواتف المنخرطين في المجموعة التي تصدر عنها التهديدات بتصفية معارضي البوليساريو، مبرزا أنّ الغاية من تأسيس هذه المجموعة هو “الإعداد لشبكة تنوي ثني الصحراويين عن التعبير عبر آلية الترهيب والوعيد بالقتل”.

وبحسب المعطيات التي أوردها المشتكي في شكايته، فإنّ إحدى التهديدات التي طالته توصّل بها من طرف ابن أخت إبراهيم غالي، “زعيم البوليساريو”، ويُدعى بلاهي جعيدر، يقطن بمخيمات تندوف، ملتمسا من وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالعيون، إعطاء أوامره لاتخاذ التدابير الكفيلة بالكشف عن المنخرطين في الشبكة المحرّضة على تصفية الصحراويين المعارضين للجبهة، داخليا ودوليا، في إطار التعاون القضائي المبرم بين المغرب والدول الأخرى التي يتواجد فيها أعضاء الشبكة.

hespress.com