الأربعاء 01 يوليوز 2020 – 12:00
أثار مشروع إنشاء أغطية لفضاء ساحة مولاي الحسن، المعروفة بـ”بلاص بيتري” الواقعة في حي حسان وسط العاصمة الرباط، ردود أفعال رافضة لهذا المشروع من لدن رواد الساحة المجاورة لصندوق الإيداع والتدبير، والتي تضمّ جنباتها عددا من المقاهي والمطاعم تتموقع في الهواء الطلق.
وتعد ساحة “بلاص بيتري” من أشهر الساحات الموجودة في الرباط، يفد عليها يوميا مئات المواطنين لتناول فنجان قهوة أو وجبة طعام في مقاهيها ومطاعمها الأنيقة؛ وخلال ليالي شهر رمضان تتحول الساحة على طول مساحتها إلى فضاء يعج بالناس، حيث تُرصّ الكراسي والموائد في الساحة المفتوحة على السماء وتدبّ فيها الحركة إلى ساعات متأخرة من الليل.
ميزة الهواء الطلق التي تتميز بها “بلاص بيتري”، والتي تجلب إليها الوافدين عليها، أصبحت مفتقدة الآن، بعد أن انتصبت في فضائها أعمدة ضخمة حاملة صفائح حديدية أشبه بالسقف، وذلك في إطار مشروع أثار ولا يزال يثير كثيرا من الجدل، سواء من حيث جدواه، و”تشويهه لجمالية الساحة” أو من حيث كلفته المالية الضخمة المحسوبة بالملايير.
وكلّف الشطر الأول من المشروع الذي تشرف عليه شركة الرباط الجهة التهيئة “RABAT REGION AMÉNAGEMENT”، أزيد من ثلاثة ملايير و 800 مليون سنتيم (38.375.472.00)، ويتعلق هذا الشطر بإنشاء غطاء “Création d’une canopée”، وفق ما هو مبيّن في جدول النتيجة النهائية لطلب العروض المفتوح للصفقة.
وخلّف مشروع إحداث غطاء لفضاء “بلاص بيتري” غضبا ورفضا واسعين وسط رواد الساحة؛ فقد عبّر عدد منهم، من خلال صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، عن استيائهم من “تسقيف” ساحتهم المفضّلة، واعتبروا أنها ستصير “فضاء مشوّها”، فيما ذهب بعضهم إلى اعتبار المشروع “هدرا للمال العام”.
الرفض الذي وُوجه به مشروع إحداث غطاء لـ”بلاص بيتري” وصل صداه إلى مجلس جماعة الرباط، وهو من الأطراف المعنية، حيث طالب مستشارو فيدرالية اليسار بفتح تحقيق حول هذا المشروع، الذي لم تتم مناقشته في أي دورة من دورات المجلس الجماعي.
“لقد صُدمنا من الكلفة المالية الهائلة المخصصة لإنجاز هذا المشروع، والتي تجاوزت ثلاثة ملايير وثمانمائة مليون سنتيم، وستُصرف أموال طائلة أخرى لإنجاز الشطر الثاني”، يقول عمر الحياني، المستشار الجماعي بمجلس جماعة الرباط عن فيدرالية اليسار، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، متسائلا: “هذا سوء تدبير للمال العام، لأن مشاريع من هذا القبيل ليست أولوية للمدينة”.
الحياني أوضح أن الإشكال الأول الذي يطرحه مشروع “تسقيف” ساحة “مولاي الحسن” هو أنه، كغيره من المشاريع المنجزة ضمن البرنامج الضخم “الرباط عاصمة الأنوار”، “نزل دون مناقشته داخل المجلس الجماعي المسيّر للمدينة، ودون أن نطّلع حتى على برنامج أشغاله”، مضيفا “هناك أيضا إشكاليتان، وهما تكلفته الباهظة، إضافة إلى أنه سيضفي على الساحة منظرا بشعا”.
المثير في الموضوع هو أن رئيس المجلس الجماعي للرباط بنفسه لم يكن على علم بمشروع تغطية “بلاص بيتري”، إذ قال، في رد مكتوب على سؤال لهسبريس: “لا علم لي بها قبل وضعها! (يقصد “المظلات” المنصّبة في الساحة)، ولم يؤخذ برأينا في الموضوع، ولم نُخبر بها كجماعة ولم يخبرني أحد كرئيس للمجلس”.
وفي خضمّ الجدل الذي أثاره المشروع المذكور، خاصة في الجانب المادي، يُنتظر أن يكلّف مزيدا من ملايين الدراهم مستقبلا، بعد الشروع في إنجاز شطره الثاني، إذ بلغت قيمة صفقته في طلب العروض الذي فتح يوم 2 يونيو الجاري أزيد من مليار و200 مليون سنتيم (12.380.605.20)، لكن الصفقة ألغيت، “لسبب غير واضح، وغير مضمّن في المحضر”، على حد تعبير المستشار عمر الحياني.
[embedded content]