في الموقع الذي اكتشفت به أقدم جمجمة إنسان عاقل في العالم بجبل إيغود بإقليم اليوسفية، من المرتقب بناء مشروع مركز لتفسير التراث، وتهيئة هذا الموقع الأثري.

وخصص لهذا المشروع من ميزانية وزارة الثقافة والشباب والرياضة – قطاع الثقافة مبلغ يناهز 26 مليون درهم، تحت إشراف المديرية الجهوية للثقافة بمراكش.

وكان لاكتشاف بقايا أقدم إنسان عاقل في التاريخ بجبل إيغود أثر حاسم غيَّر عددا من الاستنتاجات العلمية في العالم بأسره حول تاريخ البشرية؛ وهو اكتشاف أعلنت نتائجه سنة 2017، بعد عمل باحثين مغاربة وألمان، من بينهم عالم الآثار عبد الواحد بنصر.

ويقول عبد الواحد بنصر، مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، إن هذا المشروع يندرج في إطار مشروع جهوي للنهوض بجماعة ثلاثاء إيغود، والمداشر التابعة لها، وهو مشروع ملكي للنهوض بالمنطقة، إثر الاكتشاف الذي تم بجبل إيغود.

وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، يقول بنصر إن من بين المشاريع العديدة المبرمجة مشروع مركز لتفسير التراث، خاص بالموقع، “من بين مزاياه أنه لأول مرة سنجد موقعا أثريا مرفوقا ببنية تحتية تسمح بالاطلاع عليه أكثر”، خاصة عند استحضار التخوف من أن موقعا من هذا القبيل “قد يقع له مثل ما وقع لمحطة الرباط المدينة”.

ويذكر مدير معهد الآثار والتراث أن هذا المشروع “لا يمس الموقع الأثري”، فيبقى قابلا للرؤية، والبناية تبقى أسفله، كما أن من مزاياه أيضا كونه “لبنة لتطوير البحث في الموقع، إضافة إلى عرضه اللُّقى، وتقديمها بطريقة عصرية، من خلال التقنيات الحديثة”.

ويوضح المصرح أن هذا المركز “يقوم تقريبا بدور متحف، لكنه سيكون خاصا بالموقع، يقرّب منه أكثر، ويرافق الزائر، ويتيح له فرصة للاطلاع عليه من جميع جوانبه، بما فيها اللُّقى الأركيولوجية تذكيرا وتعريفا”.

بدوره يقول عبد المنعم جمال أبو الهدى، محافظ التراث الثقافي بالمديرية الجهوية للثقافة بمراكش، إن هذا المشروع انطلق في منتصف شهر أبريل الجاري، بتهيئة المكان، ومن المرتقب أن تستمر أشغاله لمدة ثمانية عشر شهرا.

ويبين المتحدث، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن مشروع مركز تفسير التراث بموقع جبل إيغود هو “المركز النموذجي الأول من هذا النوع الخاص بما قبل التاريخ على المستوى الوطني، ومن المرتقب أن يسهم في إبراز تنوع التراث التاريخي الذي يعود إلى ما قبل التاريخ”، ويزيد: “هو جزء من مشروع محوري في اتفاقية وُقّعت سنة 2019، لتهيئة الفضاء التاريخي إيغود، وستشمل إعادة تهيئة هذا الموقع، وإحداث خزانة للقرب، وملاعب للقرب وملعب رياضي، وسوق أسبوعي ومحطة طرقية”.

ويذكر المصرح أن الاكتشاف الذي جرى بجيل إيغود وغيّر تاريخ البشرية قد انعكس أثره على المنطقة، وستكون له قيمة مضافة ليس عليها فقط، بل على جهة مراكش – آسفي كاملة.

hespress.com