يكابد عدد من مرضى القصور الكلوي بمدينة الريش مشقة كبيرة للحصول على العلاج، إذ إنهم يضطرون إلى قطع مسافة تتعدى 75 كلم مرتين في الأسبوع، للوصول إلى مدينة ميدلت للاستفادة من حصص تصفية الدم.

“بُعد المسافة بين مدينة الريش وميدلت يعمق معاناة هذه الفئة، التي تحتاج إلى حصتين لتصفية الدم في الأسبوع”، يقول حفيظ يفلح، رئيس جمعية الريش لمساعدة مرضى القصور الكلوي، موضحا أن معاناة هؤلاء المرضى تتفاقم أثناء تساقط الثلوج التي تسبب قطع طريق تيزي نتلغمت أمامهم، وفق تعبيره.

الجمعوي ذاته أكد، في تصريح لهسبريس، أن تسجيل مدينة الريش عددا من الإصابات بفيروس “كورونا” المستجد، جعل مسؤولا عن جمعية القصور الكلوي بمدينة ميدلت يطالب بوضع مرضى الريش ونواحيها في الحجر الصحي، موضحا أن ما قاله مسؤول الجمعية التي تعنى بمرضى القصور الكلوي بميدلت، عنصرية في حق مرضى بسطاء لا ذنب لهم، سوى أنهم يفتقرون إلى مركز تصفية الدم بمدينتهم.

وأضاف يفلح أنه إن كان ضروريا من الحجر الصحي، فلا بد أن يشمل جميع المرضى المستفيدين من المركز الإقليمي بميدلت وجميع العاملين به، بمن فيهم الأطباء والممرضات والممرضون.

وطالب الجمعوي ذاته الجهات المختصة، بالإسراع إلى بناء مركز محلي بالريش لتخفيف معاناة المرضى، الذين يقطعون مئات الكيلومترات في الأسبوع للاستفادة من الحصص في مدينة ميدلت، موضحا أن عدد المرضى بالقصور الكلوي المعوزين يبلغ 20 في الريش، 4 منهم يتابعون العلاج بالرشيدية، و12 بميدلت، وواحد بإقليم تنغير، و3 في لائحة الانتظار، لافتا إلى “أن المرضى بالريش يفضلون التوجه إلى الرشيدية لكونها قريبة منهم”.

وتعليقا على الموضوع ذاته، قال مصدر طبي بإقليم ميدلت، إن جميع المرضى من حقهم الاستفادة من الخدمات التي يقدمها المركز الإقليمي لتصفية الدم بميدلت، موضحا: “السلطات الطبية تعقم المركز باستمرار من أجل حماية المتوافدين عليه”.

وأكد المصدر ذاته، في تصريح لهسبريس، أن المركز ذاته تابع لوزارة الصحة، ومن حق جميع مرضى الإقليم الاستفادة من خدماته، وحتى مرضى الأقاليم المجاورة إن كانت هناك مقاعد إضافية، داعيا إلى تجاوز الخلافات والعمل معا من أجل مصلحة المرضى.

عبد الرزاق لحلو، رئيس جمعية القصور الكلوي بميدلت، قال في تصريح لهسبريس، “أنا لم أقصد إهانة مرضى الريش في تصريحي السابق، فقط طلبت وضعهم في الحجر الصحي بأحد الفنادق بمدينة ميدلت لحمايتهم من الفيروس وتتبع علاجهم بشكل طبيعي”، مضيفا: “مرضى الريش على راسنا وعينينا”.

وأضاف رئيس الجمعية ذاته، في تصريح لهسبريس: “جمعية ميدلت للقصور الكلوي وإيمانا منها بأن من حق جميع المرضى الاستفادة من خدمات علاجية، وفرت لهم الفندق لإيوائهم إلى حين انتهاء فيروس كورونا”، موضحا: “إن قدر وانتقل العدوى إلى أحد المصابين، فإن المركز سيُغلق، وبالتالي ستتعقد الأمور أكثر، لذلك أطلب من هؤلاء المرضى البقاء في ميدلت بين إخوانهم وسنوفر لهم جميع المتطلبات في المدة التي سيقضونها هنا بالمدينة”، خاتما حديثه بتقديم الاعتذار لساكنة الريش إن فُهم كلامه بشكل غير صحيح.

hespress.com