يستغل بعض “الشيوخ” مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن مواقفهم بشأن عدد من القضايا المجتمعية، وقد أخرج مطلب إلغاء الفصل 490 من القانون الجنائي المغربي الذي يجرم العلاقات الرضائية عددا من الأصوات المحافظة التي لم تتقبل الدعوة إلى إلغاء الفصل المذكور؛ بل شنت هجوما على كل شخص يحمل تصورا مخالفا لأفكارهم.

مصطفى الفكاك، صانع محتوى معروف بـ”سوينگا”، واحد من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين تعرضوا لوابل من الانتقادات التي كالها له بعض “الشيوخ” الشباب من خلال صفحاتهم التي يتابعها آلاف المغاربة، حيث لم يرق لهؤلاء تخصيص “سوينكة” حلقة للحديث عن “الفصل 490” وإنشاء استطلاع افتراضي حول الموضوع.

وينص الفصل 490 من القانون الجنائي المغربي على أن “كل علاقة جنسية بين رجل وامرأة لا تربط بينهما علاقة الزوجية تكون جريمة الفساد، ويعاقب عليها بالحبس من شهر واحد إلى سنة”؛ وهو ما ترفضه فعاليات حقوقية واسعة، كلما فتح نقاش القوانين الجنائية.

وهاجم عدد من “الشيوخ” أصحاب المبادرة الداعية إلى إسقاط الفصل 490 من القانون الجنائي، كما انتقدوا بقوة كل من يروّج للطرح الحداثي لأنه “لا يمثّل الهوية المغربية الأصيلة وينزاح عن تعاليم الدّين الإسلامي”، كما طالبوا بإقبار نقاش العلاقات الرضائية والتركيز على القضايا الكبرى التي تهم المسلمين”.

وشن “الشيخ” حمزة الخالدي، المعروف بصفحة “فيسبوكية” “ملاحظ الحياة”، هجوما لاذعا على بعض المؤثرين مشيرا إلى أن هناك “من يحاول أن ينشر المعاصي على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل غياب رقابة على أمور الشريعة في هذا الفضاء، بينما هناك رقابة إلهية قادرة”.

ودعا “الشيخ” المذكور “سوينگا” إلى مراعاة مشاعر المسلمين المغاربة “قبل أن تطرح استطلاع للرأي حول الزنا يجب أن تسأل نفسك، “هل أنا عبد مسلم لطرح هذا الموضوع”؟ هذا حلال أم حرام يفصل فيه رب العالمين. لا مجال للسؤال في هذه المواضيع” مضيفا: “لا تفرحوا ببارطاجات واللايكات لا تنسوا عذاب الله”.

ورفض نجيب المختاري، صانع فيديوهات على منصة “يوتيوب”، الهجوم الذي تعرض له زميله “سوينگا”، وقال: “كل التضامن مع الصديق مصطفى سوينگا الذي تعرض لهجمة كاسحة من طرف جهات على ود دار “استطلاع رأي” كيسول فيه واش نتوما مع إسقاط الفصل 490 ولا ضد.. دابا استطلاع رأي ولا جريمة مع هاد الناس. حتى حرية طرح سؤال بلا حتى ما تبين الموقف ديالك، ولا محجور عليها”.

ويشير الكاتب المغربي إدريس الكنبوري، المتخصّص في قضايا الإسلام، إلى أنّ “نقاش الأخلاق العامّة في مواقع التواصل الاجتماعي أمر طبيعي وصحّي، حيث إنها أصبحت منصة للتفاعل والتناظر بين الأفكار والأطروحات”، مبرزا أن “غياب نقاش جدي يقوده المثقفون والمفكرون داخل المجتمع أدى إلى بروز هذه الصفحات التي يجتمع حولها من هبّ ودب”.

واعتبر الكنبوري أن “نقاش المؤثرين على مواقع التواصل أمر إيجابي؛ لكن لا يجب أن يكون مبينا على ضمان حضور الصوت الواحد”، مبرزا أن “النقاش خاضع لرهان السيطرة وهيمنة ثقافة الميوعة”، وقال: “ليس هناك نقاش بقدر ما هناك صوت واحد يحاول فرض فكرته على حساب باقي الحساسيات، مستغلا بذلك التلفزيون ووسائل الإعلام الجماهيري”.

hespress.com