بخلاف استقالة المصطفى الرميد من الحكومة التي اعتبرت عادية بالنظر إلى حالته الصحية، اعتبر العديد من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي أن استقالة إدريس الأزمي الإدريسي من رئاسة المجلس الوطني والأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، مجرد “مناورة انتخابية” ومحاولة من الرجل لحفظ ماء وجهه قبيل الاستحقاقات المرتقبة في غضون أشهر.
وكان الأزمي المحسوب على “تيار بنكيران”، قال في استقالته: “نفد صبري ولم أعد أتحمل أكثر وأنا أترقب ما هو آت، لا سيما ونحن نسمع هل من مزيد؟”، قبل أن يضيف أن “المجلس الوطني ومكانته وبياناته ومواقفه أصبحت تستغل كمنصة للتهدئة وامتصاص الغضب عوض التقرير والاسترشاد والاتباع والتنزيل باعتباره أعلى هيئة تقريرية في الحزب بعد المؤتمر الوطني”.
وأكد القيادي في “البيجيدي” أنه “لا بد للحزب أن ينهض، وأن يراجع نفسه ومقاربته، هذا إن لم يكن قد فاته الأوان والقطار”، مبرزا أنه “لا بد من مثل هذه المواقف على صعوبتها كي يسائل الحزب وقيادته نفسها بالعودة إلى أصله لكي نستكشف هل ما زال الحزب يصلح لشيء ما باعتبار أنه لم يكن في يوم من الأيام دكانا انتخابيا أو هكذا كان يعرف نفسه”.
وذهبت أغلب المعلقين على جريدة هسبريس الإلكترونية ومنصاتها على الإنترنت إلى أنه لو كان الأزمي صادقا في نواياه السياسية لقدم استقالته من البرلمان وعمادة مدينة فاس، مستحضرين عبارته الشهيرة التي قال فيها ذات يوم: “وَاشْ بغِتيونا نْخْدْمُوا بِيلِيكي”.
وقالت معلقة على هسبريس تحمل اسم “خديجة” تفاعلا مع استقالة الأزمي: “غدا تسمعونه ينضم لحزب أخنوش، البيجيدي الآن يشبه مركبا يغرق، البعض يحاول بلا جدوى أن يفرغ الماء، والآخرون يبحثون عن طوق للنجاة والركوب في مراكب أخرى، انتهى الكلام، وكذلك انتهى الحزب”.
وكتب معلق آخر: “كلا وشرب هتا شبع عاد بان ليه هاد بلان الاستقالة.. الانتخابات على الأبواب هو عارف ما غادي يديرو والو نفاق”، فيما اعتبر معلق آخر يحمل اسم “كلكم واحد”، أن استقالة القيادي في حزب العدالة والتنمية في هذا التوقيت بالضبط، “مناورة انتخابية”، وقال: “عاقوا بكم”، في إشارة إلى غضب مواطنين من سياسة الحزب الذي يقود الائتلاف الحكومي.
ويرى معلقون على شبكات التواصل الاجتماعي أن استقالة الأزمي تدخل في إطار التدافع السياسي داخل “البيجيدي” قبيل الانتخابات؛ إذ ربط أحد المتابعين الأمر بـ”تنازع مصالح قبيل الانتخابات”، قبل أن يضيف قائلاً: “لا تصدقوا أهل السياسة بمختلف أحزابهم، فهم يشربون من عين واحدة”.