كلما اقترب الصيف كثر الحديث عن أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج وعودتهم إلى أرض الوطن لقضاء عطلتهم مع ذويهم، بسبب استمرار إغلاق المغرب لحدوده وعدم إصدار الحكومة لأي توضيح بشأن استئناف الرحلات من وإلى المملكة.

المغاربة المقيمون في الخارج يفضلون قضاء عطلتهم الصيفية داخل وطنهم الأم، لكن إلى حد الساعة لم تتضح الصورة لديهم بخصوص ما إذا كان المغرب سيفتح حدوده الجوية والبحرية والبرية، رغم شروعه في تخفيف الإجراءات المتخذة في إطار حالة الطوارئ الصحية.

ويتخوف العديد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج من أن يتكرر سيناريو السنة الماضية؛ إذ حرموا من زيارة أرض الوطن نظرا للتدابير الاحترازية التي فرضتها السلطات المغربية لتجنب انتشار الوباء.

وعلى الرغم من أن السلطات المغربية سمحت للراغبين من أفراد الجالية بدخول التراب المغربي عبر رحلات خاصة، إلا أن توافدهم لم يكن بالشكل المعتاد، نظرا للشروط التي تم وضعها أمام الراغبين في السفر، مثل إجراء فحص “PCR” سلبي لا تتجاوز مدة صلاحيته 48 ساعة.

وفي ظل عدم صدور أي قرار رسمي من السلطات المغربية، يعيش أفراد الجالية المغربية بالخارج وسط أسئلة معلقة بخصوص إمكانية سفرهم إلى المغرب صيف هذه السنة، وتزداد حيرتهم مع اقتراب العطلة، نظرا لكون السفر إلى المغرب يتطلب القيام بإجراءات عدة، مثل طلب رخصة السفر من أرباب العمل واقتناء التذاكر في وقت مبكر تفاديا لارتفاع أسعارها.

جريدة هسبريس الإلكترونية استمعت إلى ارتسامات أفراد من الجالية المغربية المقيمة في كل من العاصمة البلجيكية بروكسيل والعاصمة الهولندية أمستردام، أكد فيها عدد منهم تحمسهم الشديد لفتح الحدود، مشيرين إلى أنهم سيضطرون إذا لم يتم فتحها إلى السفر لقضاء العطلة في إسبانيا التي تعيش علاقاتها حاليا توترا مع المغرب.

في انتظار القرار الذي ستتخذه السلطات المغربية بشأن استئناف الرحلات الجوية، تستعد الجالية المغربية المقيمة بالخارج للسفر، وذلك باقتناء مستلزمات إضافة وهدايا، مبدية حماسها لصلة الرحم مع الأهل والأحباب بأرض الوطن.

وأنت تجوب “rue de braband” ببروكسيل، تشعر وكأنك في “السويقة” بالرباط أو سوق القريعة بمدينة الدار البيضاء، حيث يكتظ هذا الشارع عن آخره بأفراد الجالية المغربية، قادمين من البلدان المجاورة، فرنسا، ألمانيا وهولندا، لشراء الهدايا واللوازم التي تخصهم أثناء السفر إلى المغرب.

حسن الحنشاوي، مهاجر مغربي ينحدر من كلميم باب الصحراء الساكن حاليا بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، قال: “كنتمناو المغرب يفتح لينا الحدود ونمشيو لبلادنا”، وأضاف مفسرا سبب حرصه على السفر إلى المغرب بدل إسبانيا وبعض الدول الأخرى كتركيا، بأن “المغرب هو بْلادنا، كنحبو بلادنا وماكاينش بحال المغرب، والمغرب أحسن من تركيا وإسبانيا”.

بدورها، قالت الشنتوفي لكبيرة، مقيمة في مدينة شارلوروا: “نتمنى أن يفتح المغرب لنا حدوده للسفر إليه، لأن السفر يتطلب شروطا كثيرة، عوض السفر إلى بلدان أخرى. نفضل السفر إلى المغرب وإدخال العملة الصعبة”. وختمت تصريحها بالقول: “كنطلبو من سيدنا الله يخليليه صحيحتو باش يتدخل ويعاونا باش نجيو للمغرب”.

أما السيدة سكينة التي تقطن في العاصمة الهولندية أمستردام، والتي تنحدر من مدينة الحسيمة، فقد ناشدت الملك قائلة: “كنتمنى من جلالة الملك ديالنا باش يعونا نجيو للمغرب، مابغيناش نمشيو لإسبانيا”.

بدوره، قال مصطفى بوغابة المنحدر من الحسيمة: “نحن نفضل السفر إلى المغرب وليس إلى إسبانيا، لأننا نسمع أنه إذا بقيت حدود بلدنا مغلقة، فمن المحتمل أن يسافر مغاربة هولندا وألمانيا وبلجيكا وفرنسا إلى إسبانيا لأنها قريبة”.

hespress.com