أثنت العديد من التعليقات الصادرة على منصات مواقع التواصل الاجتماعي على أداء سفيرة المغرب بمدريد كريمة بنيعيش، معتبرة خرجاتها الإعلامية معبرة عن شعور المغاربة تجاه الأزمة الدائرة حاليا بين المغرب وإسبانيا بسبب استقبال ابراهيم غالي خلسة.
وخرجت السفيرة التي استدعتها الخارجية الإسبانية وكذلك الرباط غير ما مرة من أجل التشاور، متحدثة باللغة الإسبانية بشكل كاريزماتي، مدافعة عن مصالح المملكة، طارحة إشكاليات تبحث عن أجوبة لدى السلطات الإسبانية.
وعبرت العديد من التعليقات عن مساندة السفيرة والسلك الدبلوماسي المغربي في إسبانيا، مؤكدة حاجة المغرب على الدوام إلى شخصيات متمكنة تستطيع بسط مواقف البلاد بوضوح، خاصة في البلدان التي تمارس سلوكيات عدائية تجاه المغرب.
وتتواصل التطورات المتسارعة بين المغرب وإسبانيا بسبب ملف المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إلى سبتة المحتلة، خصوصا على مستوى خرجات مسؤولي خارجية البلدين الذين تتفرق بهم السبل في تعريف أسباب الأزمة القائمة.
ورغم الإشادة التي لاقتها خرجة السفيرة، إلا أن بعض التعليقات احتفظت بأسف جراء توجه أغلب الكفاءات إلى السلك الدبلوماسي وبقاء مناصب داخلية مهمة في أيد محدودة الإبداع والقدرة، وهو ما جعل الكثير من القطاعات تعيش اختلالات ملحوظة.
واستحضرت التعليقات لباقة الدبلوماسية المغربية في مسار الدفاع عن المغرب، وتناقض الأمر مع وزير حقوق الإنسان الرميد، الذي استخدم قاموس “مد الرجلين”، وغيرها من العبارات التي استقبلها المغاربة بانتقادات وسخرية عارمة.
وفي السياق ذاته، طالبت تعاليق منتشرة على نطاق واسع بضرورة الاستمرار في الدفاع عن موقف المغرب، وإطلاع الرأي العام الإسباني على خبايا الأزمة الثنائية، وعدم فسح المجال أمام ترويج معطيات منافية للطرح المغربي في القضايا المشتركة.
حضور تواصلي وازن
هشام معتضد، أستاذ باحث في العلوم السياسية، قال إن الخرجات الإعلامية للسفيرة المغربية بإسبانيا كريمة بنيعيش “أعطت دفعة قوية لأسلوب التواصل الدبلوماسي الذي يواكب الأزمة العميقة بين المملكتين المغربية والإسبانية”.
وأضاف معتضد، في تصريح لهسبريس، أن “ازدواجية ثقافتها (المغربية الاسبانية) وضبطها للموروث الشعبي والسياسي الإسباني، مكَّناها من إضفاء تميُّز إيجابي ومثمر في كل خرجة إعلامية منذ بداية هذه الأزمة الخطيرة بين الرباط ومدريد”.
وأشار المتحدث إلى أن الدبلوماسية المغربية المسلّحة بالثقافتين، “عرفت كيف تضيف أسلوب تجربتها المهنية إلى الخطاب الدبلوماسي المغربي الذي أرادت الرباط توجيهه إلى مدريد في واحدة من أخطر الأزمات في العلاقات الدولية على مستوى المنطقة المتوسطية”.
ومنذ تعيينها من طرف الملك محمد السادس على رأس السفارة المغربية في مدريد، “قامت كريمة بنيعيش بإضفاء نوع من التغيير التكتيكي على منهجية التواصل الدبلوماسي في تواصلها مع المؤسسات السياسية والعمومية الإسبانية”، يقول معتضد.
وأبرز معتضد أن “حضور السفيرة أعطى بعدا وازنا فيما يتعلق بالتواصل السياسي، خصوصا وأن نوعية البيداغوجية الدبلوماسية التي لجأت إليها بنيعيش شَفَّرَتْ للرأي العام المحلي الإسباني الأسباب الحقيقية للأزمة بعد استنفاد الصحافة وسائلها في تمويه الإسبان وإمدادهم بمغالطات”.