أقبلت العديد من الأسر المغربية على ارتياد الفضاءات الخضراء وهوامش المدن الكبرى على امتداد الأسابيع القليلة الماضية؛ فأمام ضغوطات نفسية حادة خلفها الحجر الصحي ودخول فصل الربيع، باتت الوجهة غابات وأنهار المملكة.

وفي الشمال مثل الجنوب، تشهد الغابات إقبالا كبيرا، خصوصا في الفترة الصباحية من العطلة الأسبوعية، وذلك من أجل الرياضة والاستجمام، وكذا النزهة بالنسبة للأطفال الذين حرموا من الخروج من المنازل لمدة قد تهز استقرارهم العمري.

ورغم ضعف التجهيزات المتوفرة بالغابات، إلا أن العديد من الأسر تفضل الانتقال صوبها من أجل الاستمتاع بأجواء الربيع، وذلك بعد منع ولوج الشواطئ واستهلاك باقي الفضاءات الأخرى كالمقاهي والساحات العمومية بالمدن.

وعاينت هسبريس إقبالا كثيفا على الغابات، خصوصا التي تتوفر فيها بعض أدوات الرياضة والترفيه للأطفال، لكن القاسم المشترك ظل غياب أماكن لركن السيارات، ما يجعل الكثير من الرواد يلجون بها إلى وسط الغابة، مفسدين راحة باقي الزوار.

طارق البختي، الكاتب العام للمنتدى المغربي للمستهلك، قال إن “الفضاء الغابوي يتقلص بشكل مستمر أمام الزحف العمراني”، مشيرا إلى “التضحية بهذه الفضاءات لصالح المنعشين لفك معضلة السكن والهجرة الكبيرة صوب المدن من أجل العمل”.

وأضاف البختي، في تصريح لهسبريس، أن “غابة المعمورة تشهد أعمال بناء، هذا المعطى دمر العديد من الفضاءات، وانسحبت الأسر وقلت خرجات الأصدقاء، خصوصا أمام المشاكل الأخرى الموازية لمشاكل البناء وسرقة الحطب”.

وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن أغلب الغابات تعاني معضلة غياب الأمن والمرافق الصحية وصنابير المياه، وكذا مقاعد الجلوس للاستراحة وأماكن الظل، مع انتشار الأزبال وغياب أماكن لركن السيارات، بالإضافة إلى الضجيج والألفاظ النابية.

وأكمل المتحدث تصريحه قائلا إن “الغالبية تفضل الآن الالتحاق بالبحر عوض الغابة، وذلك للمشاكل المذكورة، بالإضافة إلى الزحف العمراني الذي بات يهدد المجال الغابوي في عديد المدن المغربية ويضيق فرص الاستجمام”.

hespress.com