بإقليم بركان، اكتشف فريق من الأساتذة الباحثين من جامعات ومعاهد مغربية وإسبانية نقوشا فنية جدارية ترجع إلى نهاية العصر الحجري الأعلى، وتعد “أقدم التعبيرات الصخرية التي اكتشفت، إلى حد الآن، داخل الكهوف والمغارات في كامل شمال إفريقيا”، وفق الموقع الرسمي لوزارة الثقافة والشباب والرياضة – قطاع الثقافة.

وأنجز البحث الذي أدى إلى هذا الاكتشاف فريق من الأساتذة الباحثين من جامعات ومعاهد مغربية وإسبانية، تحت إشراف الحسن أوراغ، الأستاذ بجامعة محمد الأول بوجدة، ورامون فينياس، الباحث بمعهد علوم البيئة البشرية القديمة والتطور الاجتماعي بتاراغونا – إسبانيا، وشارك فيه عبد الهادي فك، الأستاذ بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، وعائشة أوجع، الأستاذة بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط.

وحول اكتشاف هذه التعبيرات الصخرية بمغارة الجمل بزكزل، الموجودة بجبال بني يزناسن، في جهة الشرق، يقول الحسن أوراغ، أستاذ باحث مشرف على البحث، إنه كان نتيجة مشروع شراكة بين عدة جامعات ومعاهد مختصة، في إطار مشروع البحث في ظهور الإنسان القديم وحضاراته في الجهة الشرقية، وهو نتيجة أزيد من 15 سنة من تنقيب فرقة علمية متخصصة في عدد من المناطق بجرادة، ومكان الاكتشاف، وفكيك.

ويزيد أوراغ، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذا الاكتشاف الذي جمع كلية العلوم بجامعة محمد الأول بوجدة، ومعهد الآثار والتراث بالرباط، ومعهد الآثار بتاراغونا، وجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، عرف حضور طلبةِ أساتذة باحثين مشاركين، من أجل إظهار هذا التراث لهم، وحتى يسهموا في البحث.

وعن أهمية هذا الاكتشاف يقول المشرف على مشروع البحث: “كل اكتشاف جديد، قديم أو حديث، يعتبر مهما بالنسبة لنا”، ثم استرسل قائلا: “هذا الاكتشاف هو أقدم محاولة للفن الصخري الجداري بالمنطقة، وتقريبا في جميع البلدان المغاربية؛ فلأول مرة نجد النقوش الصخرية من العصر الحجري الحديث، أو قُبَيل التاريخ. ومن مزايا هذا الاكتشاف أنه قديم جدا، إذ يعود إلى 11 ألف سنة أو 12 ألف سنة”.

وحول كيفية تأريخ النقوش المكتشفة، يقول الحسن أوراغ إن “هذا التأريخ نسبي، وأعد بالمقارنة مع بعض المواقع المعروفة في أوروبا، مثل إسبانيا وفرنسا والبرتغال، حيث وجد تشابه بينها، لا يوجد في جهة بالمغرب والجزائر وتونس”، ثم يزيد شارحا: “لهذه المغارة غطاء من بلورة الكالسيت، ويمكننا التأريخ مباشرة منها، وتعطينا التأريخ المطلق، لأن الكالسيت يحتوي على تسجيل لتطورات البيئة، وهو ما يعني أن بحثنا في بدايته فقط، ولكنه مستمر”.

وجوابا عن سؤال مستقبل هذا الموقع، يتحدث المشرف على البحث عن وجود “مشروع استثمار في المغاربة”، ويضيف: “هو مشروع قديم لأن هذه المغارة مصنفة تراثا وطنيا، وهي مثل متحف طبيعي في باطن الأرض”.

ويستحضر أوراغ متابعة ساكنة المنطقة لهذه التنقيبات، وأملها في مشاريع تنمية تربط بها، وبمغارة تافوغالت التي تبعد عنها بتسعة كيلومترات، حتى تكون المنطقة “نقطة استقطاب لمشاهدة هذا التراث، والمناظر الطبيعية”.

hespress.com