حلت يوم السبت الذكرى 18 لميلاد ولي العهد مولاي الحسن. وتكتسب هذه المناسبة قيمتها من حيث كونها تمثل سنة استكمال الشروط القانونية والدستورية لولاية العهد، لأن الفصل 44 من الدستور يعتبر أن “الملك” غير بالغ سن الرشد قبل نهاية السنة الثامنة عشرة من عمره.

وبحلول عيد ميلاد مولاي الحسن تم إنهاء كافة المقتضيات المرتبطة بمجلس الوصاية، إذ يستكمل ولي العهد في ظل الملك محمد السادس ملك الأوراش الكبرى، أطال الله في عمره، تكوينه ليكون ملكا للمستقبل بإمكانه ربط الماضي بالحاضر.

ويكفي أن اسم ولي العهد يرتبط بملكين عظيمين، أولهما الحسن الأول، السلطان الذي رفض إغراق المغرب بالديون، وتفادى الهيمنة الأجنبية بكل وسائل المقاومة الممكنة، وكانت سلطته قد تجاوزت كل الحدود بفضل دفاعه المستميت عن سيادة المملكة، بخلاف دول أخرى مجاورة، بل إن مفاتيح شرعية قضية الصحراء المغربية تعود بلا شك إلى حقبة هذا السلطان.

أما السلطان الثاني الذي سمي بـ”الحسن”، فهو الملك الراحل الحسن الثاني، الذي قاد المغرب في منعرجات خطيرة، حافظ خلالها على عرشه وشعبه، واشتهر بمسيرته الخضراء على جميع الأصعدة، بداية من معركة استرجاع الأقاليم الجنوبية، وصولا إلى معركة بناء السدود، ومعركة الدساتير والبناء القانوني للدولة.

ولأن التاريخ ينصف الرجال والأبطال دائما، ليس غريبا أن نجد أن الملك الراحل الحسن الثاني مازال حيا في وجدان المغاربة، بفضل قدرته على الإقناع والمحاججة بفصاحته وصرامته وشخصيته المهابة داخليا وخارجيا.

الاحتفال بميلاد ولي العهد مولاي الحسن لا يمكن أن يمر دون الحديث عن هذا “التطابق” القريب إلى المعجزة، فـ”الحسن” دائما يكون مرتبطا بوالد اسمه محمد، ذلك أن الحسن الثاني هو ابن محمد الخامس، والحسن الأول هو ابن محمد الرابع، أما الحسن الثالث مستقبلا، فوالده هو الملك محمد السادس، القائد الإفريقي الذي نال اعتراف العالم بدبلوماسيته في إدارة المعارك والاحتجاجات والأزمات.

هنيئا للملك محمد السادس بولي عهده، وهنيئا لولي العهد مولاي الحسن بالذكرى 18 لميلاده، وهنيئا للمغرب بملوكه، الذين يتم تكوينهم وفق ضوابط خاصة بكل مرحلة، لذلك ليس غريبا أن يحظى ولي العهد بتكوين دراسي وعسكري صارم في الوقت نفسه، وهو ما أهله منذ سنوات لضبط قواعد البروتوكول والمشاركة في أنشطة رسمية من مستوى عال إلى جانب رؤساء دول كبرى مثل أمريكا وفرنسا.

إن مغرب “الحسن الثالث” هو مغرب المستقبل، ويبدو واضحا أن المعركة التي دشنها الملك محمد السادس، وهي معركة الأوراش الكبرى والبناء الحضاري للمغرب، تتواصل الآن ومستقبلا بمشاركة الشعب المتشبث منذ قرون بالنظام الملكي، والسفينة تواصل الإبحار بنجاح في انتظار الوصول إلى بر الرفاه ومصاف الدول المتقدمة.

وهذا حلم ملك وشعب.

hespress.com