انتهت أشغال الشطر الأول من مشروع تهيئة طريق قروية تمتد على مسافة أزيد من 11 كلم، تربط بين دواوير إديس وإيريران وتيغاز وتاغزوت التابعة إلى إحدى أكبر الجماعات الترابية الجبلية بإقليم بني ملال.

ويروم هذا المشروع، الذي يندرج في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، فكّ العزلة عن ساكنة الدواوير الأربعة التّابعة للنّفوذ التّرابي للجماعة ذاتها، التي كانت، إلى حدود الأمس القريب، تتجرع مرارة الصعوبات والأخطار التي تعترض طريقها أثناء التنقل لقضاء أغراضها بالمراكز والمدن المجاورة.

محمد الزاهي، من جماعة بوتفردة، اعتبر أن المقطع الطرقي صلة وصل مهمة بين دوار إديس وإيريران، مُبرزا أنه “سيعمل على تقريب الخدمات من الساكنة، خاصة فيما يتعلق بجلب الأعلاف ونقل البضائع والمواد الغذائية ومواد البناء…، كما سيسهل عمل شاحنة نقل مياه الشرب وولوج سيارة الإسعاف على الدواوير المستهدفة لنقل المرضى”.

وأضاف: “بالأمس كان السكان يجدون صعوبة في التبضع والتنقل إلى الأسواق المحلية في غياب مسلك طرقي يسمح لوسائل النقل بالولوج إلى المنطقة، أما اليوم فقد تغير الوضع كثيرا جراء هذا المشروع الهام الذي تطمح بعض الدواوير الأخرى إلى الإسراع بتنزيل شطره الثاني”.

وقال موحا عوف، قاطن بدوار إريران، إن “هذه الطريق ستفك العزلة عن دواوير المنطقة المستهدفة، لكن الساكنة مازالت تنتظر انطلاق الشطر الثاني من هذا المشروع، وربط منازلها بالماء الشروب، باعتباره ضامنا للاستقرار بالمنطقة”.

وأعرب المتحدثون لهسبريس عن طموح ساكنة المنطقة أن “تستمر السلطات المختصة في برمجة مقاطع طرقية لربط باقي الدواوير التي تشكو من الإقصاء والتهميش، ومن بينها تافراوت وبروثن وتغازوت من ناحية تافراوت، إلى جانب بعض القرى النائية التي ظلت معزولة في غياب مشاريع إنمائية من هذا النوع”.

من جانبه، قال مسؤول بالوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع ببني ملال، إن “المشروع يشكل إضافة مهمة للمشاريع التي تعرفها جهة بني ملال خنيفرة، أولا لأن إنجازه جرى في منطقة صعبة الولوج وبتكلفة جد معقولة، وثانيا لأنه جاء ليحقق طموح مئات الأسر التي كانت تشكو من إكراهات التنقل لقضاء أغراضها بالمراكز المجاورة”.

وأضاف المسؤول ذاته الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح لهسبريس، أن “برمجة هذه الطريق تطلبت تدخل كل الفرقاء في التنمية المحلية، من سلطات محلية وجماعة ترابية، فضلا عن المجلس الجهوي، حامل المشروع، وذلك بالنظر إلى خصوصية هذا الأخير الذي يُرجى منه فك العزلة عن المناطق الجبلية بإقليم بني ملال، وخاصة بجماعة بوتفردة، مع خلق رواج اقتصادي وسياحي بهذه المنطقة التي كانت تشكو من الإقصاء والتهميش”.

يُشار إلى أن محتوى هذا المشروع، الذي بلغت تكلفة الشطر الأول منه 5686914.55 درهم، يتضمن، استنادا إلى بطاقة تقنية تتوفر هسبريس على نسخة منها، التثريب وشق وتوسعة الطريق، وبناء قنوات صرف مياه الأمطار مع بناء جدران وقائية.

hespress.com