حمل آخر ملتقيات المنسقية الجهوية للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بالشرق اسم الفقيد الكاتب والباحث عبد المجيد بنمسعود، ونظم تحت شعار: “اللغة العربية والمجتمع المدني.. الواقع والمأمول”.
وتناول الملتقى محاور عدة، من بينها اللغة العربية والمجتمع المدني، وواقع اللغة العربية في القطاعات الحيوية بالمغرب، والمحطات التاريخية في مسألة اللغة العربية والترافع عنها بالمغرب، والمؤسسات والأعلام التي في خدمة العربية والدفاع عنها.
وفي توصياته، سجل الملتقى الحاجة إلى “تكثيف الجهود لرد الاعتبار والتمكين لها في مختلف هذه القطاعات الحيوية” مع التحديات المختلفة التي تواجه اللغة العربية في التأليف والتعليم والإدارة والإعلام، والمزاحمة التي تعرفها من طرف دعاة الدارجة والمد الفرنكفوني.
واعتبرت توصيات الملتقى أن “مسألة اللغة مسألة الأمة والمجتمع المدني بكل أطرافه ومؤسساته المختلفة”، وأن اللغة العربية هي “لغة الجميع، واستهدافها استهداف للمجتمع ولهويته وقيمه المتعددة”، خاصة وأن “اللغة العربية هي لغة التماسك والتلاحم والوحدة المجتمعية”.
وذكر الملتقى في توصياته أن “النهضة الحقيقية لا تتم إلا بلسان الوطن والمجتمع”، وأن “واقع اللغة العربية يدعو إلى انخراط المجتمع المدني، والتفكير في سبل التنسيق بين مختلف هيئاته ومؤسساته في الدفاع عن اللغة العربية والنهوض بها توعية واقتراحا وترافعا”.
وشددت توصيات الملتقى على الدور الهام للمجتمع المدني في الدفاع عن اللغة العربية والتمكين لها في ظل ما أصبح يتمتع به المجتمع في الدستور الجديد بوصفه قوة اقتراحية، له “الدور الطلائعي من خلال مؤسساته المختلفة في الدفاع عن المشترك الجمعي للمجتمع المغربي وعن الهوية اللغوية الوطنية”، وهو ما دفع إلى التوصية بـ”إعادة الاعتبار للمجتمع المدني نظرا لما يلعبه من دور ثابت ودور مركزي في صنع القرار اللغوي”.
وسجل الملتقى الثالث للغة العربية في بيانه الختامي أن “اللغة العربية إذا تبوأت المكانة اللائقة بها في المجتمع بجميع مؤسساته ومرافقه وهيئاته المختلفة، أمكن لها أن تؤكد دورها الكامل في الحياة العامة، لتصبح لغة الحياة داخل المجتمع أفرادا وهيئات ومؤسسات”.
وأورد المصدر ذاته أن المنسقية الجهوية للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية-جهة الشرق قد آمنت منذ تأسيسها بـ”العلاقة الوثقى بين اللغة والمجتمع، وبأن اللغة هي عنوان وجود المجتمع، والدفاع عن اللغة هو دفاع بالضرورة عن المجتمع، وعن هويته ووجوده، دفاع عن ذاكرته الجمعية وعن قيمه المتعددة، كما آمنت منذ انطلاقها بالدور الطلائعي للمجتمع أفرادا وهيئات ومؤسسات في الدفاع عن المشترك الجمعي للمجتمع المغربي وعن الهوية اللغوية الوطنية”.