قالت خديجة أروهال، نائبة رئيس جهة سوس ماسة المكلفة بالشؤون الثقافية، إن إقليم تزنيت سيتعزز بجوهرة تراثية ستكون لا محالة نقطة جذب سياحي وثقافي وقيمة مضافة للإقليم ولجماعة الركادة ولجهة سوس ماسة والمغرب بصفة عامة، مضيفة: “لمراكش منارتها، ولنا أن نفخر بمنارتنا بسوس التي سنعمل جاهدين على أن تكون أيقونة ثقافية بامتياز”.

تصريح أروهال جاء خلال ترؤسها للجنة الإشراف على تنفيذ مشروع ترميم منارة وسور جماعة الركادة، الذي يعد ثمرة اتفاقية شراكة وتعاون بين المجلسين الجهوي سوس ماسة والجماعي الركادة والمديرية الجهوية للثقافة ومصالح عمالة إقليم تزنيت.

وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 1.220.000.00 درهم، تساهم فيها جهة سوس ماسة بميزانية 1 مليون درهم وجماعة الركادة بـ220 ألف درهم، على أن يشمل الغلاف المالي المرصود تكاليف الدراسات الهندسية والتقنية وأشغال عملية الترميم والصيانة.

ويهدف المشروع، حسب نص الاتفاقية الذي اطلعت عليه هسبريس، إلى المحافظة على الموروث الثقافي والمادي واللامادي المتمثل في الهندسة المعمارية والقيمة التاريخية للموقع، والمساهمة في إنعاش السياحة الثقافية بالمنطقة وتعزيز التعاون وتنسيق الجهود في مجال الترميم والتأهيل.

تجدر الإشارة إلى أن “منارة الركادة”، الواقعة على بُعد حوالي 13 كيلومترا من مدينة تزنيت بالنفوذ الترابي لجماعة الركادة، تعد واحدة من المآثر التاريخية التي تزخر بها جهة سوس ماسة، حيث يعود تاريخ تشييدها إلى فترة حكم القائد عياد لمنطقة أولاد جرار بداية القرن العشرين، واستعملت لسنوات طويلة في عملية سقي الأراضي الفلاحية والحقول المجاورة، كما تعتبر ذاكرة إنسانية وموروثا ثقافيا لم تنل لسوء الحظ نصيبها من الاهتمام.

وقد ساهمت العديد من الأسباب في تخريب هذه المعلمة التاريخية التي تعد نسخة طبق الأصل لمنارة مراكش، خصوصا تلك المتعلقة بعملية التنقيب عن الكنوز التي استهدفتها عشرات المرات، إضافة إلى مشكل تصفية العقار الخاص بها بين ورثة القايد عياد وجمعيات المجتمع المدني بالركادة؛ وهو العائق الذي وقف لسنوات طويلة حاجزا أمام ترميمها وإعادة الاعتبار إليها من طرف الجهات المسؤولة.

hespress.com