لا يزال مشكل المنازل الآيلة للسقوط يؤرق بال سكان حي السلام (الملاح) بمراكش، مع كل التساقطات المطرية خلال فصل الشتاء، التي تزيد من معاناة القاطنين بهذا السكن المصنف ضمن الخانة الحمراء التي تستوجب الإخلاء.
وتشتكي العائلات القاطنة بالحي المذكور من خطر انهيار منازلها فوق رؤوسها في أية لحظة، بعدما عرفت تدهورا كبيرا نتيجة قدمها وتآكل جدرانها وأسقفها بشكل أضحى لا يطاق.
خديجة إيدان، واحدة من المتضررات، تحكي معاناتها قائلة: “سقط هذا الجدار ولم يصب منزلنا بأذى، وحين حضرت السلطة المحلية، نقلتنا إلى فندق لقضاء ليلة بيضاء، ووعدتنا بنقل متاعنا صباح اليوم الموالي، لكننا فوجئنا بهدم مساكننا”.
وتحكي إيدان تفاصيل قصة أرقت السكان والمسؤولين، مؤكدة أن “الذين فقدوا منازلهم يبيتون في الهواء الطلق خلال هذا الصقيع الذي يميز ليالي مراكش”، مضيفة: “نفضل أن نردم مع حطام هذه الجدران على هذه الحياة المؤلمة”.
وداخل ركام الجدران التي تم هدمها مؤخرا، قالت فاتحة سكري: “نتخوف من أن نتعرض للمصير الذي تعرضت له الأسر التي تم هدم منازلها”، وزادت: “بعدما سقطت جدران منازل جيراننا، أضحينا نقصي الليالي بالشارع خوفا من سقوط الأسقف والجدران فوق رؤوسنا”.
ولم تخرج حكاية أمينة أيت وازدي عن دائرة تخوفات جيرانها، حين أوضحت لهسبريس أن “عددا كبيرا من المنازل بهذا التجمع السكني مهدد بالسقوط”، وعبرت عن قلقها من أن تلقى المصير نفسه، في ظل عجز هذه الأسر عن توفير ثمن الكراء في مناطق أخرى.
وناشدت المتضررات ملك البلاد قصد التدخل لدفع المسؤولين بمراكش إلى تقديم المساعدة للمهددة منازلهم بالسقوط بين كل لحظة وحين، لأن هذه السكنيات لم تعد تتحمل أكثر أمطار الشتاء.
وللوقوف على حيثيات هذا المشكل، ربطت هسبريس الاتصال بيونس بن سليمان، رئيس مقاطعة مراكش المدينة، الذي أوضح أن “الميزانية التي خصصت لإصلاح حي السلام تعد من أضخم الأغلفة المالية”.
وواصل بن سليمان قائلا: “استفاد عدد كبير من السكان المتضررين مما ينص عليه القانون لإصلاح منازلهم المهددة بالسقوط”، مضيفا: “على هذه الفئة المشتكية، التي تتخوف من سقوط منازلها، أن تسلك الطرق القانونية للحصول على الدعم الذي ينص عليه القانون رقم 94.12 المتعلق بالمباني الآيلة للسقوط”.