بشكل رسمي، ستنقل قوات أمريكية ودولية عتادها العسكري إلى تراب الصحراء المغربية للمشاركة في مناورات “الأسد الإفريقي” التي تنظمها المملكة ابتداء من الاثنين، وهي التدريبات الميدانية التي تقام هذه السنة في مناطق “حساسة” بالقرب من الجدار الرملي الحدودي.
وهذه أول مرة ينزل فيها الجيش الأمريكي على تراب الصحراء المغربية بعتاده العسكري للمشاركة في مناورات دأب على تنظيمها بمعية المغرب كل عام. وتشكل مشاركة الجيش الأمريكي في مناورات “الأسد الإفريقي” في قلب الصحراء المغربية مكسبا حقيقيا للمملكة؛ إذ إن البوليساريو لطالما ادعت قصفها لمنطقة “المحبس” في إطار خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار.
وتأتي هذه المشاركة في وقت اعترفت فيه الإدارة الأمريكية السابقة بالسيادة المغربية على الصحراء. وستحاكي هذه المناورات تطبيقات عملياتية ميدانية عدة بمشاركة 67 طائرة ومدربين بحريين، وذلك بتكلفة إجمالية تقدر بـ 28 مليون دولار.
ويشارك في النسخة الحالية من “الأسد الإفريقي” ما يقرب من 5000 عسكري من شمال إفريقيا ومناطق أخرى، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. وتحتضن مناطق المحبس وطانطان وكلميم مناورات أمريكية بمشاركة جيوش دول أوروبية وعربية وإفريقية.
ويشتمل البرنامج على تمارين مخصصة للتعامل مع حالات الطوارئ والتدخلات السريعة، والمناورات الجوية المباغتة باستخدام طائرات “F-16” و”KC-135″، وتدريبات ميدانية للمظليين، وتمارين طبية، وتمارين للاستجابة الكيميائية والبيولوجية، وبرنامج للمساعدة المدنية الإنسانية.
وتحدث الخبير في الشأن الأمني والاستراتيجي عبد الحميد بنخطاب عن وجود ضغوط مارسها الإعلام الجزائري والإسباني لثني القوات الأمريكية عن المشاركة في المناورات في قلب الصحراء، قائلا: “كان هناك أخذ ورد وضغوط من الجانبين الإسباني والجزائري لفصل الصحراء عن هذه المناورات”.
وأضاف بنخطاب أنه “في الأخير، انتصرت أمريكا للواقعية السياسية من خلال التأشير على تنظيم مناورات في الصحراء المغربية بالتنسيق مع المملكة وعزل إسبانيا”، مشددا على أن “هذه المناورات تدخل ضمن صميم العلاقات المغربية الأمريكية التي تعيش أزهى أيامها خلال هذه الفترة”.
واعتبر الجامعي ذاته، في تصريحه لجريدة هسبريس الالكترونية، أن “التحالف الاستراتيجي بين واشنطن والرباط يجعل من بين أهدافه تعزيز التعاون العسكري، من خلال تقوية الإمدادات العسكرية الأمريكية لصالح الجيش المغربي ومساعدته لتطوير قدراته الفنية والقتالية”، موردا أن “واشنطن تعي أن الحفاظ على تحالفها الاستراتيجي مع المغرب يدخل ضمن المحددات الكبرى للدبلوماسية الأمريكية”.
وختم الخبير العسكري والأمني تصريحه لهسبريس بالقول: “نحن أمام تحول مفصلي في تاريخ العلاقات المغربية الأمريكية”، تكلل بالاعتراف الأمريكي الأخير بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، وتنظيم مناورات في قلب الصحراء المغربية.