شهدت سماء المحبس إنزالات مكثّفة لمظلّيين مغاربة تابعين للواء الأول والثّاني للمشاة المظليين، وذلك في إطار تدريبات ميدانية ليلية همت بالأساس تنفيذ إنزال عسكري جوي عبر طائرتين، بالإضافة إلى القفز العملياتي بالمظلات.
وفي أكبر مناورة عسكرية أمريكية أجريت على الإطلاق في القارة السمراء، يشارك أفراد من قوات اللواء الأول والثاني للمشاة المظليين في تدريبات “الأسد الإفريقي” على تراب الصحراء المغربية، التي تتميز بمهارات عالية وكفاءة تقنية وراء الخطوط، خاصة عبر التدخل السريع والمفاجئ.
ووصف الجنرال الأمريكي أندرو روهلينج نسخة 2021 من تمرين الأسد الأفريقي العسكري، الذي يجرى بين 7 و18 يونيو، بـ”الحدث الأعظم والكبير في إفريقيا”، مبرزا في تصريحات نقلتها Theafricareport أن “هذه التدريبات بلغت نضجها”.
وإلى جانب التمارين الميدانية، سيكون أفراد القوات المسلحة الملكية على موعد مع تدريبات جوية تشارك فيها “قاذفات ومقاتلات وطائرات تزويد بالوقود جوا” مغربية وأمريكية، بالإضافة إلى مناورات بحرية، بما في ذلك “تمرين رماية بحرية” مشترك بين أسطول المغربي والأمريكي، حسب “أفريكوم” (القيادة الأمريكية في إفريقيا).
ويطمحُ الجيش المغربي إلى تطوير قدراته الجوية، سواء في ما يتعلّق بقدراتهِ القتالية العسكرية أو مستوى تكوين ضبّاطه الذين سيكونون على موعدٍ جديد للاستفادة من أحدث التقنيات في المجال، وخبرات عدد من ضباط “المارينز” الأمريكيين، حتى يتمكنوا من معرفة خبايا وتقنيات الطائرات النفاثة.
وهذه أول مرة ينزل فيها الجيش الأمريكي إلى تراب الصحراء المغربية بعتاده العسكري للمشاركة في مناورات دأب على تنظيمها بمعية المغرب كل عام. وتشكّل مشاركة الجيش الأمريكي في مناورات “الأسد الإفريقي” في قلب الصّحراء المغربية مكسبا حقيقيا للمملكة، إذ إنّ البوليساريو لطالما ادعت قصفها منطقة “المحبس” في إطار خرقها اتفاق وقف إطلاق النار.
وتأتي هذه المشاركة في وقت اعترفت الإدارة الأمريكية السّابقة بالسيادة المغربية على الصّحراء. وستحاكي هذه المناورات عدة تطبيقات عملياتية ميدانية بمشاركة 67 طائرة ومدربين بحريين، وذلك بتكلفة إجمالية تقدر بـ 28 مليون دولار.
ويشارك في النّسخة الحالية ما يقارب 7000 عسكري من شمال إفريقيا ومناطق أخرى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. وتحتضن مناطق المحبس وطانطان وكلميم مناورات أمريكية بمشاركة جيوش دول أوروبية وعربية وإفريقية.