و تستعمل في المناورات بهذه المنطقة آليات ثقيلة، وتشكل مشاركة الجيش الأمريكي ضمن مناورات “الأسد الإفريقي” في قلب الصحراء المغربية مكسبا حقيقيا للمملكة، إذ إن “البوليساريو” لطالما ادعت “قصف منطقة المحبس” في إطار أخبار زائفة تروج خرق وقف إطلاق النار.
وأكد الكولونيل هشام العمراني، مسؤول على التداريب التي تجرى في كراير بيهي، مساء أمس الأربعاء، أنه تم في إطار النسخة السابعة عشرة من هذا التمرين، برمجة تمرينين رئيسيين وأساسين بهذه المنطقة يتعلق الأول بإنزال فرق محمولة جوا، والثاني بعملية مشتركة بين القوات المسلحة الملكية والقوات الأمريكية باستعمال الذخيرة الحية على أهداف، و عملية إنزال للمظليين.
وبالتوازي مع هذين النشاطين، يضيف الكولونيل، ينظم تكوين ،على مستوى المنطقة، لفائدة جنود القوات المسلحة الملكية يشرف عليه مؤطرون مغاربة وأمريكيون.
من جهته قال الكولونيل بيري روبرت، قائد العمليات الميدانية من الجانب الأمريكي، في تصريح للصحافة، إن هذه التداريب التي تجرى في إطار “الأسد الافريقي” ، والتي سيتم فيها إطلاق قذائف من راجمات صواريخ بعيدة المدى وإنزال عدد كبير من المظليين بعدد من الطائرات العسكرية، سترفع من جاهزية الجيوش المشاركة، معتبرا أن هذه التداريب هي فرصة للعمل مع شريك كبير هو المغرب، كما ستؤدي الى انسجام بين القوات المشاركة فيها.
وقد أشرف على هذه التداريب الجنرال دوكور دارمي، بلخير الفاروق، قائد المنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية، والجنرال دارمي قائد القوات البرية الأمريكية بأوروبا وأفريقيا، كريستوفر كافولي.
يشار إلى أن النسخة السابعة عشرة من هذا التمرين تعرف، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية، مشاركة بريطانيا والبرازيل وكندا وتونس والسنغال وهولندا وإيطاليا، فضلا عن الحلف الأطلسي ومراقبين عسكريين من حوالي ثلاثين دولة تمثل إفريقيا وأوروبا وأمريكا.
كما أن هذا التمرين، الذي يعتبر من بين أهم التدريبات المشتركة في العالم، له أهداف متعددة من بينها : تعزيز قدرات المناورة للوحدات المشاركة؛ وتعزيز قابلية التشغيل البيني بين المشاركين في تخطيط وتنفيذ العمليات المشتركة في إطار التحالف؛ وإتقان التكتيكات والتقنيات والإجراءات؛ وتطوير مهارات الدفاع السيبراني؛ وتدريب المكون الجوي على إجراء العمليات القتالية والدعم والتزويد بالوقود جوا؛ وتعزيز التعاون في مجال الأمن البحري وإجراء التدريبات البحرية في مجال التكتيكات البحرية والحرب التقليدية؛ وأخيرا، القيام بأنشطة إنسانية.
وتشتمل النسخة 17 “للأسد الإفريقي 2021″، بالإضافة إلى التكوين والمحاكاة في مجال أنشطة القيادة وكذا التدريب على عمليات مكافحة المنظمات الإرهابية العنيفة، على تمارين للقوات البرية والجوية والبحرية، بالإضافة إلى تمارين التطهير البيولوجي والإشعاعي والنووي والكيميائي.
من جهة أخرى، وفي إطار الأنشطة الإنسانية الموازية، سيتم نشر مستشفى طبي جراحي ميداني في إملان (تافراوت)، حيث سيتم تقديم الخدمات الطبية والجراحية لصالح السكان المحليين في المنطقة، من قبل فرق طبية مكونة من أطباء وممرضين من القوات المسلحة الملكية والجيش الأمريكي
وستتواصل هذه التدريبات إلى غاية 18 يونيو الجاري بمناطق أكادير، تيفنيت، طانطان، تافراوت، بن جرير والقنيطرة، بمشاركة الآلاف من الجيوش متعددة الجنسيات وعدد كبير جدا من المعدات البرية والجوية والبحرية.