تواصل المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية تعاونهما العسكري رفيع المستوى وتنزيل الاتفاق بينهما في مجال التعاون الدفاعي الذي وقع مؤخرا بالرباط، الممتد من 2020 إلى 2030.
وفي إطار تنزيل مضامين هذا الاتفاق التاريخي بين الرباط وواشنطن، شهدت الأيام الأخيرة إجراء مجموعة من المناورات (مصافحة البرق) في المحيط الأطلسي بالمنطقة الواقعة بين أكادير وطانطان.
وتضم هذه التمارين والمناورات المشتركة “مصافحة الأطلس 1-21” الذي شاركت فيه الفرقاطة “علال بن عبد الله”، السفينة من نوع “SIGMA” التابعة للبحرية الملكية، والمدمرة “USS Porter” للبحرية الأمريكية. بالإضافة إلى تمرين “مصافحة الأطلس “2-21” الذي جمع الفرقاطة “محمد السادس” متعددة المهام للبحرية الملكية والمدمرة “USS Porter” من جانب القوات البحرية الأمريكية.
وخلال هذه المناورات التدريبية، أقيم أيضا تمرين ضخم جمع في المنطقة البحرية نفسها بين أكادير وطانطان “مصافحة البرق 21”. وفي هذه التمارين الاحترافية شارك من جانب القوات المغربية الفرقاطة “طارق ابن زياد” وطائرات “F16″ و”F5” ومروحيات “SA330”. ومن جانب القوات الأمريكية شاركت مجموعة بحرية تضم مدمرتين ذات الصواريخ الموجهة “USS Porter” و”USS Mitsher” وحاملة الطائرات “دوايت دي ايزنهاور” وطراد “USS Monterey”.
وتعتبر هذه التمارين جزء من الدينامية التي يعرفها التعاون العسكري المثمر الذي يربط بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في إطار تعزيز وتطوير تقنيات العمل المشترك بين البحرية الملكية والقوات الملكية الجوية ونظيرتها الأمريكية.
وخلال هذه المناورات، نفذت مجموعة من التداريب الخاصة بمحاربة الأهداف العائمة والغواصات، وتسديدات على أهداف أرضية وعائمة باستعمال المدفعية البحرية، بالإضافة إلى المناورات التكتيكية وتبادل البيانات العملياتية.
كما تخللت هذه التمارين مناورات جوية شاركت فيها طائرات “F16″ و”F5” والمروحية “SA330” التابعة للقوات الجوية الملكية، ومن جانب القوات الأمريكية شاركت طائرات حربية من نوع “F18” وأخرى للرصد المبكر “E-2C” بالإضافة إلى سرب الهليكوبتر “MH-60S” و”MH-60R”.
وتميزت هذه المناورات كذلك بتداريب على الرمي ضد أهداف أرضية، وتقنية التزويد بالوقود جوا وتمارين خاصة بالدفاع الجوي.
وتبين هذه المناورات العسكرية المشتركة المستوى الاحترافي والعملياتي لكل من القوات المسلحة الملكية المغربية والقوات المسلحة الأمريكية، وهو ما يعكس فعالية الإجراءات التي يتم القيام بها خلال فترة التخطيط المشترك.
ويُظهر تكثيف العمليات البحرية الجوية مدى التعاون والانسجام المشترك الذي تحظى به العلاقات العسكرية بين البلدين، والطموح إلى تحقيق الأهداف المسطرة في الاتفاقيات الموقعة بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية.
ونشرت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط مقاطع من الطائرة الأمريكية من طراز “F/A-18E Super Hornet” تقوم بتزويد الوقود جواً للطائرة “F-5E Tiger-2” التابعة لسلاح الجو الملكي المغربي خلال التدريبات العسكرية الأخيرة “مصافحة البرق”.
وأكدت السفارة الأمريكية على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن المغرب شريك حاسم للولايات المتحدة في مجموعة من القضايا الأمنية.
وكان أندرو رولينغ، نائب القائد العام للجيش الأمريكي في أوروبا وإفريقيا، أكد أن المغرب هو أحد أقوى شركاء الولايات المتحدة الأمريكية في جهود مكافحة الإرهاب، مضيفا أن المملكة حليف رئيسي من خارج حلف “الناتو”.
وقال الجنرال ماجور أندرو رولينغ، وهو قائد فرقة العمل في جنوب أوروبا، في تصريح سابق لهسبريس، إن “المغرب فاعل محوري في القضايا التي تواجه منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط اليوم”.
وأضاف: “نحن متحمسون وفخورون للغاية للعمل مع القوات المسلحة الملكية المغربية، ونسعى جاهدين معاً إلى جعل مناورات الأسد الإفريقي أكثر نجاحا كل عام”.